{[['']]}
هل حقاً يوجد سماء وجهنّم؟ ماذا نعرف عن السماء أو جهنّم؟
لقد كان للناس دائما اهتمام شديد في معرفة المستقبل. وقد أثار هذا الاهتمام أسئلة كالأسئلة التالية: هل ينهي الموت كل شيء؟ أين مقام الأموات؟ ماذا يمكننا أن نعرف عن السماء وجهنم؟ فدعنا نبحث أولا في السؤال التالي:
٠١ ماذا يحدث للإنسان عند موته؟
ينبغي أن، نتذكر أولا أن الإنسان يتكون من جسد ونفس وروح (١ تسالونيكي ٢٣:٥) فالجزء الأول كائن مادي، أما الجزآن الآخران فغير ماديين. فبالروح يستطيع الإنسان معرفة الله، وبالنفس يستطيع معرفة الذات، كما يستطيع بالجسد معرفة العالم. وكلمة الله فقط تستطيع أن تفرق بين النفس والروح (عبرانيين١٢:٤).
تترك النفس والروح والجسد عند الموت. ويوضع الجسد في القبر حيث يوصف بأنه يرقد. أما النفس والروح فلا ترقدان. فإذا كان الميت مخلصا تذهب نفسه وروحه إلى مكان السعادة الأبدية أي إلى السماء (٢كورنثوس٨:٥؛ فيلبي٢١:١-٢٣). وإذا كان غير مخلص فتذهب نفسه وروحه إلى مكان عذاب يدعى الهاوية. ويعلمنا الرب بوضوح في (لوقا١٩:١٦-٣١) إن أولئك الذين ماتوا هم واعون. فاقرأ هذا الفصل الهام بالتمعن والاهتمام.
٠٢ ماذا نعرف عن جهنم؟
تسرع روح غير المؤمن ونفسه إلى الهاوية عند موته كما ذكرنا سابقا. والهاوية هي محل عذاب يعي ساكنوه شدة وطأته (لوقا٢٣:١٦-٢٥). وتذكر النفس في الهاوية كشخص ذي عينين ولسان وأذنين وأصابع وذاكرة كما توجد معرفة تامة للأحوال هناك.
ويخبرنا الكتاب المقدس عن مكان آخر للعذاب بالإضافة ‘إلى الهاوية وهو جهنم أي "بحيرة النار". فعند دينونة العرش الأبيض العظيم، التي سنتحدث عنها في الفصل الثاني عشر، ستتحد النفوس التي في الهاوية بأجسادها التي ستقام من القبور وسيلفظ المسيح حينئذ حكم الدينونة الأخير على الأموات الأشرار فيطرحون في "بحيرة النار" مكان الهالكين الأبدي (رؤيا١١:٢٠-١٥). ويمكننا تشبيه الهاوية بسجن المدينة المحلي حيث ينتظر السجين نتيجة محاكمته، وجهنم: "بحيرة النار" بالسجن الذي لا يمكن الخروج منه.
ويتكلم الرب في وصف جهنم عن دود لا يموت ونار لا تطفأ (مرقس ٤٣:٩-٤٨). وجهنم هي مكان عذاب أبدي يعي ساكنوه وطأته.
هل عقاب الخطيئة أبدي؟ تستعمل عبارة "إلى أبد الآبدين" في سفر الرؤيا لوصف شقاء الهالك (رؤيا١١:١٤).
فهل يمكن لإله المحبة أن يسمح بهلاك الناس في جهنم؟
٠١.إن الله لا يريد هلاكالناس وقد أعد العدة لخلاص الإنسان بموت ابنه على صليب الجلجثة (رومية٦:٥و٨). فإذا رفض الناس المخلص يذهبون إلى جهنم بمحض اختيارهم.
٠٣لا يتردد الناس في وضع المرضى في مستشفيات والمجرمين في السجون وجثث الموتى في المقابر وهذا لا يدل على نقص في محبتهم.
وماذا يقال عن الوثني الذي لم يسمع قط بالإنجيل؟ إن الوثنيين خطاة هالكون كباقي البشر، ولا يستطيع أحد أن يخلصهم سوى المسيح، ويمكنهم معرفة وجود الله من أعمال الخليقة (رومية٢٠:١؛ مزمور١:١٩)، وبواسطة ضمائرهم (رومية١٥:٢). فإذا عاشوا حسب المعرفة التي لديهم فإن الله يزيدهم معرفة – أنظر إلى كرنيليوس (أعمال١٠و١١).
٠٣ ماذا نعرف عن السماء؟
يعلم الكتاب المقدس بكل وضوح أنه يوجد مكان سعادة لجميع الذين يعرفون ربنا يسوع المسيح ويحبونه. فالسماء مكان حقيقي. وتستعمل كلمة "السماء" في الكتاب المقدس في ثلاث جهات مختلفة:
(١) منطقة الغيوم (تكوين٨:١8:1)
(٢) منطقة النجوم (تكوين١٧:١)
(٣) مسكن الله. ويدعوه بولس "السماء الثالثة" و "الفردوس" (٢كورنثوس٢:١٢-٤).
وتذكر السماء دائما بأنها "فوق" قال الشيطان (أشعياء١٣:١٤-١٤) "أصعد إلى السماء" ونعرف أن ربنا يسوع في السماء الآن. فبعد أن أقيم من الأموات صعد إلى السماء في جسد من لحم وعظم رافعا في ذاته البشرية الممجدة إلى السماء (لوقا٣٨:٢٤و٣٩و٥١؛ ١بطرس٢٢:٣؛ عبرانيين٣:١). وفي السماء جمهور عظيم من المؤمنين. وعندما يموت المسيحي الحقيقي يكون "متغربا عن الجسد ومستوطنا عند الرب" (٢كورنثوس٨:٥). ويتمتع هؤلاء المؤمنون بحضرة المسيح "وذاك أفضل جدا" (فيلبي٢٣:١).
ماذا تشبه السماء؟ لم تستطع لغة البشر وصف السماء وصفا كاملا. ففي (رؤيا١٠٢١-٢٧) يصف يوحنا أساسات المدينة السماوية وسورها وأبوابها وسوقها وصفا يجذب قلوبنا ببهائنا. ونعرف إنه لا يكون مرض أو حزن أو دموع أو وجع أو موت في ذلك المكان الجميل (رؤيا٢١:٢). والأفضل من كل ذلك أن الرب يسوع المسيح. يكون هنالك وسيكون أسمى بهجة لقلب كل مؤمن.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق