.
لمسة يسوع

لحياتك سلطان يدمر خطط العدو

{[['']]}

لحياتك سلطان يدمر خطط العدوالرب أحبك حباً عجيباً
لقد تعجب داود من محبة الرب العجيبة له ورعايته واهتمامه به، وعبر عنها في كلمات هذا المزمور الشهير قائلاً "عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيعها.. لأنك أنت أقتنيتكليتي. نسجتني في بطن أمي.. عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً. لم تختف عنك عظامي يوم صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض. رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها. ما أكرم أفكارك يا الله عندي ما أكثر جملتها." (مز139: 6، 13-17). فهل، عزيزي القارئ، لمست كل هذه المحبة الإلهية قلبك أنت أيضاً وأدركت هذا الاهتمام الذي من الرب لك؟ وهل تشعر في أعماقك أنك شخص ثمين، غالٍ، محبوب ولك قيمة عظيمة في عيني الرب؟
يا لفيض هذا الحب العظيم إذ أحبني وأحبك حتى قبل أن نوجد! فأنت صناعة يده الماهرة. لقد نسج كل خلية في جسدك، رقم كل عظامك، رأى كل أعضائك بل عرفك باسمك وأعد خطة عظيمة لحياتك. إن الرب يراك شخصاً ثميناً، وله أفكار وخطط ثمينة جداً لحياتك.
فمَنْ هو الذي يشوه حياتك؟
أحبائي، الرب لا يخلق أو يصنع شيئاً خرباً، باطلاً أو بلا نفع، لهذا يقول "لم يخلقها باطلاً (حرفياُ خربة).." (إش45: 18). ولكن في قصة الخليقة يقول "وكانت الأرض خربة وخالية.." (تك1: 2)، فكيف يتفق هذا مع الرب الخالق المبدع؟! بالطبع لم يخلقها الرب خربة، وتوضح اللغات الأصلية هذا المعنى. فالترجمة الأدق تعني "وصارت الأرض خربة".. فكيف صارت خربة؟ لقد خلق الرب كل شيء رائع، صالح وحسن، ولكن إبليس هو الذي يعمل محاولاً تشويه عمل الله والخطة الإلهية، وهو الذي أفسد الأرض وخرَّبها عندما سقط من السماء.
عزيزي القارئ، بنفس الطريقة يحاول إبليس دائماً أن يفسد ويخرِّب الصورة والخطة الإلهية العظيمة المخصصة لك من الرب حتى قبل أن توجد. فللأسف، كثيراً ما يشوه إبليس هذا الحب الإلهي العظيم ويخدع الأذهان بأفكار كاذبة مثل الشعور بعدم القيمة.. والتوهان.. والحياة بلا هدف.
أريدك أن تدرك أن أي تشوه في حياتك، أو شخصيتك أو إرادتك ليس من عمل الرب بل هو عمل العدو إبليس. فالله خلق اَدم شخص رائع وعظيم، وقد أعطاه كل الامتيازات، ولكن ها هي الحية تدخل بمكرها لحياة اَدم وحواء لتفسد خطة الله، لتفسد العلاقة والتمتع الذي كان يحيا فيه اَدم مع الرب، فيفقد كل شيء ويصبح شخصاً خجلاً، خائفاً يتوارى من وجه الرب.
اعلن إيمانك
فالآن اعلن إيمانك أن يسوع أتى لينقض أعمال إبليس، ويعيد بناء ما هدمه وخربه العدو في حياتك "هادموك ومخربوك منك يخرجون.." (إش49: 17). لا تقبل أن يحطم إبليس حياتك، إمكانياتك وطاقاتك.. أنت شخص مدعو لحياة عظيمة في المسيح يسوع.

هل تشعر عزيزي القارئ أنك ضعيف أم قوي؟ هل تحيا منحنياً ومستسلماً لمقاومة إبليس لك أم عندك قوة لتسحق تلك المقاومة وتعبر من فوقها منتصراً بإلهك الحي؟ اسمع ما يقوله الروح القدس لك "لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأني إلهك.. إنه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك. يكون كلا شيء مخاصموك ويبيدون. تفتش على منازعيك ولا تجدهم. يكون محاربوك كلا شيء وكالعدم... لا تخف يا دودة يعقوب.. أنا أعينك يقول الرب.. هأنذا قد جعلتك نورجاً محدداً ذا أسنان. تدرس الجبال وتسحقها" (إش41: 10-15). لهذا هيا اعلن إيمانك أنك لن تعيش كدودة ضعيفة بل ستكون بالرب نورجاً قوياً تهزم مقاومة العدو وكل جبال يعوق بها العدو حياتك.
لقد غضب يسوع يوماً غضباً مقدساً (مر11: 15-17) وطرد كل باعة الحمام وقلب موائد الصيارفة لأن العدو كان يريد أن يخرب مقاصد الله من جهة الهيكل (بيت صلاة) ويلوثه بباعة حمام. لذا أرفض أنت أيضاً بإصرار كل محاولة من إبليس يريد أن يشوه بها حياتك. اغضب على العدو وأعلن أنك ستعيش في مشيئة الرب الناجحة القوية. لا تخف حتى وإن كنت تشعر أنك ضعيفاً مثل دودة، لإنك بالرب ستكون نورجاً محدداً جديداً تدرس الجبال وتدمر كل خطط شيطانية وستنتصر بالإيمان.
كن يقظاً
كثيراً ما تعرض رجال الله في الكتاب المقدس بعهديه لمعارك ومواجهات عنيفة مع إبليس لتعطيل خطط الله لهم. ولكن منهم مَنْ كان صاحياً ويقظاً مترقباً لخطط إبليس، مدركاً ومتمسكاً بوعود الله الثمينة للانتصار، فكان كالنورج الذي يحطم جبال العدو، ومنهم من استسلم للخداع فكان منشغلاً تائهاً بعيداً عن مشيئة الله، وكان كدودة ضعيفة أمام قوى الشيطان.
عزيزي القارئ، لنتأمل معاً كمثال في قصة خروج شعب الله من أرض بمصر واستخدام موسى في هذه الدعوة العظيمة، وسترى بوضوح كل محاولات العدو لإيذائه وتعطيل دعوته، ولكن سنرى أيضاً كيف صنع الرب منه نورجاً قوياً.
يقول الكتاب "وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيراً جداً وامتلأت الأرض منهم.. ثم قام ملك جديد على مصر.. فقال لشعبه هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا. هلم نحتال لهم لئلا ينموا.. فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقال.." (خر1: 7-11). نعم، ليفتح الرب ذهنك لتفهم أن فرعون ملك مصر هو الذي خاف من نمو شعب الله لذا دبر الخطط الشيطانية، الضغوط والأثقال لتعطيل نمو الشعب. لذا إن كان هناك إعاقات على نمو حياتك وإطلاق خطة الله لك، لا تستسلم بل أصرخ للرب لينقذك، وواجه بإيمان كل نشاط شيطاني ضدك.
أين موسى؟
كان للرب خطة خاصة وعظيمة جداً لحياة موسى، فالرب قد دعاه دعوة عظيمة وهي تحرير شعب الله من عبودية إبليس، ولهذا كانت محاولات العدو ومخططاته دائمة لإيذائه وتعطيل خطة الله في حياته. ومن يوم مولده تعرض موسى للمضايقات وخطط العدو لتدمير وتشويه حياته. فأمر فرعون بقتل كل الأولاد الذكور يوم مولدهم (خر1: 15-22 ؛ 2: 1-10) لكي يقتل موسى، ولكن الرب حفظه حتى كبر وبدأ يخرج لينظر في أثقال شعبه وإخوته. وهناك كان العدو قد دبر له فخاً جديداً "حدث في تلك الأيام لما كبر موسى أنه خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم. فرأى رجلاً مصرياً يضرب رجلاً عبرانياً من إخوته.. فقتل المصري وطمره في الرمل. ثم خرج في اليوم الثاني وإذا رجلان عبرانيان يتخاصمان. فقال للمذنب لماذا تضرب صاحبك. فقال مَنْ جعلك رئيساً وقاضياً علينا. أمفتكر أنت بقتلي كما قتلت المصري. فخاف موسى.. فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في أرض مديان" (خر2: 11-15).لقد قتل موسى رجلاً مصرياً، كما تعرض للشعور بالرفض من شعبه وإخوته. وخاف موسى أن يصل خبره لفرعون إذا رآه آخرون فهرب. هرب أربعين سنة بعيداً عن مكان الدعوة وخطة الله.. وكَمْ هي سنين طويلة عاشها تائهاً خارج مشيئة الله بلا رؤية أو هدف، وصار مجرد راع غنم، وربما نسي دعوته العظيمة وتكليف الله الذي كان يملأ قلبه. ولكن كان الرب هناك ليفسد خطة العدو ويحولها لخير موسى، فتحولت البرية إلى سنين من الإعداد، ومن رعاية الغنم كان الرب يعده ليرعى شعبه.
راع غنم أم إلهاً لفرعون
"وأما موسى فكان يرعى غنم.. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار.. فقال الرب إني قد رأيت مذلة شعبي.. سمعت صراخهم.. علمت أوجاعهم.. فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر. فقال موسى مَنْ أنا حتى أذهب إلى فرعون" (خر3: 1، 2، 6-11). بكل تأكيد، نجح إبليس أن يزرع في ذهن موسى أفكاراً سلبية غير حقيقية ليبعده تماماً خارج الخطة، ربما أقنعه أنه شخصية ضعيفة، مجرد راع غنم هارب من وجه فرعون، وربما كان يذكره دائماً بفشله القديم ورفض الشعب له. ولكن الرب أراد أن يعيد موسى إلى الدعوة ويرسله ليخلص به شعبه.. الرب يريد أن يرد له القيمة، الكرامة والخطة الإلهية التي سلبت منه أربعين سنة.
عزيزي القارئ أريدك أن تصلي ليكشف الرب لك بالروح القدس عن الصور والأفكار المشوهة التي نجح عدو الخير أن يملأ ذهنك بها عن حياتك، وأن ترفضها. يقول الكتاب "لأنه كما شعر في نفسه هكذا هو" (أم23: 7). فلا تصدق أكاذيب إبليس وتعيش بمقتضاها. لقد صدق موسى أنه راع غنم ورأى نفسه ضعيفاً وقال "مَنْ أنا حتى أذهب".
هيا، ثق في الرب حتى لو كنت مثل موسى ضعيف، لا يعرف أن يتكلم ولا يمتلك الإمكانيات ولكن، يا لعظم نعمة، محبة وقدرة إلهنا إذ تعامل مع موسى وأفكاره السلبية وخبرات الماضي وسلبياتها وحاصره حتى حرره تماماً وجدد دعوته! ثق أن الرب يريد أن يحررك أنت أيضاً من كل أفكار سلبية.
استخدم السلطان وواجه العدو
قال له الرب "إني أكون معك" (خر3: 12)، فالرب يشجع موسى أن يواجه فرعون ولكن بقوة الرب وليس بقدرة وقوة موسى الطبيعية. "فقال له الرب ما هذه في يدك. فقال عصا. فقال اطرحها إلى الأرض.. فصارت حية ثم قال الرب لموسى مد يدك وأمسك بذنبها.. فصارت عصا في يده." (خر4: 1-5).
عصا: رآها موسى بعينيه الطبيعية شيء بسيط وضعيف يستخدمها فقط ليرعى بها الغنم، ولكن الله يراها عصا السلطان والقوة التي سيستخدمها موسى ليكسر بها كل قيود إبليس. فموسى يملك الآن السلطان، فعندما سأله الرب أن يطرحها على الأرض صارت حية- وبعض الدراسات تقول أنها حية الكوبرا، وهي تلك التي كانت تكلل تاج فرعون مصر رمزاً للسلطان والمهابة- لهذا خاف منها موسى وهرب ولكن الرب قال له أن يمسكها من ذنبها، وهو أخطر جزء يمكن أن تمسكها منها. هنا أدرك موسى أنه يمتلك أيضاً السلطان المخيف لفرعون، بل ما هو أكثر من ذلك أن هذا السلطان ابتلع كل نشاط شيطاني صوب ضد موسى وشعب الله. "طرح هرون عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعباناً. فدعا فرعون أيضاً الحكماء والسحرة ففعل عرافو مصر أيضاً بسحرهم كذلك. طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين. ولكن عصا هرون ابتلعت عصيهم." (خر7: 8-12).
لقد كان الرب يُعلِّم موسى أنه يجب أن يستخدم سلطان الله لمواجهة العدو. إن النصرة من عند الرب ولكن علينا أن نمارس إيماننا ونستخدم سلطاننا ونواجه العدو ونقاومه، تماماً مثلما تحرك داود أيضاً بالإيمان ليواجه جليات قائلاً له ".. آتي إليك باسم رب الجنود.." (1صم 17: 45). نعم لم يعد لموسى الحق أن يحيا خائفاً مستسلماً كراع غنم هارب، بل عليه أن يدرك السلطان المعطى له كرجل الله عندما قال له الرب "أنا حعلتك إلهاً لفرعون" (خر7: 1)، ليواجه خطط العدو ويطلق الشعب في الحرية ويهزم عناد فرعون وسلطانه. عليه أن يمسك بالعصا ويجري ضربات حقيقية على فرعون ومملكته حتى تنكسر تماماً كل سلطة العدو.
هل تصدق أنك أنت أيضاً إلهاً لفرعون (خر7: 1)، لذا لا تخف من أي حروب أو خداعات من العدو أو من السحر لأن الرب يعطيك السلطان لتدمر كل قوى ونشاطات السحر والعرافة. بعصا السلطان سوف تصنع ضربات متتالية على إبليسوستطرد العدو من أمامك. هيا امسك العصا لتوقف كل تخريب وإيذاء من العدو لحياتك، ولا تسمح له أن يستمر يعطل أو يدمر في شخصيتك أو دعوتك ومستقبلك. نعم أعطاك الرب السلطان لتدمر أنت خطط العدو التي تقاومك.
أمسك بالعصا أينما ذهبت
لم يستخدم موسى العصا فقط لمواجهة فرعون ويأتي عليه بضربات، بل علمه الرب أن يستخدم هذه العصا وهذا السلطان في كل مواقف وتحديات الحياة. ففي مواجهة البحر الممتلىء دعاه أن يستخدم العصا "فقال الرب لموسى ما لك تصرخ إلىَّ. قل لبني إسرائيل أن يرحلوا. وأرفع أنت عصاك ومد يدك على البحر وشقه فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة." (خر14: 15-16).
وفي وقت العطش والجوع وفي وسط البرية أيضاً علمه الرب أن يستخدم العصا "فقال الرب لموسى "مُرْ قدام الشعب وخذ معك من شيوخ إسرائيل وعصاك التي ضربت بها النهر خذها في يدك وأذهب. ها أنا أقف أمامك هناك على الصخرةفتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب." (خر17: 5-6).
عزيزي القارئ، إن عصا موسى الملآنة بالسلطان لا تحطم فقط ذراع فرعون، بل تشق أيضاً البحر وتجعل فيه طريقاً يعبر فيه الشعب، وتفجر من الصخرة مياه تروي العطاش وسط الجفاف. قد ترى أمامك بحراً ملأناً من التحديات، المخاوف والظروف المعاندة، فأمسك بالعصا وأستخدم سلطانك في المسيح في كل أمور حياتك العملية وستنتصر في كل حروبك بالإيمان بسلطان الرب الذي لك. واسمع ما فعله موسى أيضاً في مواجهة عماليق "فقال موسى ليشوع انتخب لنا رجالاً واخرج حارب عماليق. وغداً أقف أنا على رأس التلة وعصا الله في يدي. ففعل يشوع.. وكان إذ رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب وإذا خفض يده أن عماليق يغلب." (خر17: 8-12). نعم ارفع العصا في السماويات وستهزم كل خطط العدو.
أخيراً يا أحبائي، أريد أن تدرك أياً كنت: طفل صغير، حدث، شاب، رجل، امرأة أو مبتدئ في العلاقة مع الرب منذ فترة قليلة، أنك لا تحتاج لإمكانيات بشرية ولكن لسلطان الله. اكسر الإعاقات المعطلة للبركة في حياتك بسلطان. شق كل غيوم روحية أتت على حياتك لفترات طويلة لتنطلق في دعوة الرب وخدمته بكل قوة وفرح في المسيح يسوع. لا تطرح عصاك بل أمسك بها وأرفعها بإيمان وسلطان في السماويات لتسحق مملكة الظلمة.

صلاة
آتي إليك يا رب بكل صور مشوهة في شخصيتي سمحت لإبليس بجهلي أن ينسجها في أعماقي
كل أفكار سلبية عن نفسي، كل صغر نفس وفشل، كل خوف وخنوع ملأ كياني
وأعلن إيماني أنه كما حفظت موسى، ستحميني، تشفيني وتحررني من أثار إيذاءات العدو في حياتي
ستملأنى بالقوة وسأمسك بعصا السلطان
لن أسبى ولن أخرج خارج الدعوة، وستستخدمني لتحرير مقيدين وإطلاق أسرى أحرار
أمين
شارك الموضوع :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق