.
لمسة يسوع
الموضوعات

المحبة


وصية جديدة أنا أعطيكم

"المحبة"

===============

"لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ"

(يو17: 26)

قال السيد المسيح لتلاميذه في تعاليمه عن المحبة.. "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً" (يو13: 34).

إن الحب الأخوي في المسيحية ليس على غِرار حب أهل العالم الجسدي.. فالحب المسيحي بالدرجة الأولى في كل صوره وأشكاله هو حب انسكب في قلوب المؤمنين المسيحيين بالروح القدس المنسكب من فوق.. "لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (رو5: 5).

إنه من نوعية الحب الذي أحبنا به السيد المسيح.. ذلك الحب الذي لا يبغي شيئًا إلاَّ الحب ذاته، ولا يقف عند حد بل كما أحبنا المسيح إلى المنتهى هكذا الحب المسيحي..

"وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً (أف5: 2).

"فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا" (1يو4: 10-11).

إنه ليس حب نفعي.. بل هو حب خالص فريد مُتميز..

"لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ" (لا19: 18).

E "لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ: تُحِـبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ" (غل5: 14)

تعاليم السيد المسيح

مَنْ هو القريب؟

سؤال من واحد ناموسي:

"وإذا ناموسيٌّ قامَ يُجَرّبُهُ قائلاً: "يا مُعَلّمُ، ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟" (لو10: 25).

أجابه: "فقالَ لهُ: "ما هو مَكتوبٌ في النّاموسِ. كيفَ تقرأُ؟". فأجابَ وقالَ: "تُحِبُّ الرَّبَّ إلهَكَ مِنْ كُل قَلبِكَ، ومِنْ كُل نَفسِكَ، ومِنْ كُل قُدرَتِكَ، ومِنْ كُل فِكرِكَ، وقريبَكَ مِثلَ نَفسِكَ". فقالَ لهُ: "بالصَّوابِ أجَبتَ. اِفعَلْ هذا فتحيا" (لو10: 26-28).

لكنه لم يكتـفِ بهذه الإجابة، بل أراد أن "يُبَرِّرَ نَفسَهُ".. فعاد وسأل الرب يسوع: "ومَنْ هو قريبي؟" (لو10: 29).

فحكى السيد المسيح مَثَل السامري الصالح وفي النهاية قال: "فأيَّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ تَرَى صارَ قريبًا للذي وقَعَ بَينَ اللُّصوصِ" (لو10: 36).

فأجاب بدون تَردُد: "الذي صَنَعَ معهُ الرَّحمَةَ" (لو10: 37).

محبة الأعداء

"سمِعتُمْ أنَّهُ قيلَ: تُحِبُّ قريبَكَ وتُبغِضُ عَدوَّكَ. وأمّا أنا فأقولُ لكُمْ: أحِبّوا أعداءَكُمْ. بارِكوا لاعِنيكُمْ. أحسِنوا إلَى مُبغِضيكُمْ، وصَلّوا لأجلِ الذينَ يُسيئونَ إلَيكُمْ ويَطرُدونَكُمْ، لكَيْ تكونوا أبناءَ أبيكُمُ الذي في السماواتِ، فإنَّهُ يُشرِقُ شَمسَهُ علَى الأشرارِ والصّالِحينَ، ويُمطِرُ علَى الأبرارِ والظّالِمينَ. لأنَّهُ إنْ أحبَبتُمُ الذينَ يُحِبّونَكُمْ، فأيُّ أجرٍ لكُمْ؟ أليس العَشّارونَ أيضًا يَفعَلونَ ذلكَ؟ وإنْ سلَّمتُمْ علَى إخوَتِكُمْ فقط، فأيَّ فضلٍ تصنَعونَ؟ أليس العَشّارونَ أيضًا يَفعَلونَ هكذا؟ فكونوا أنتُمْ كامِلينَ كما أنَّ أباكُمُ الذي في السماواتِ هو كامِلٌ" (مت5: 43-48).

قصة أهل كورنثوس.. الكنيسة الناشئة، والمواهب التي أعطاها لهم الله:

"وَلَكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضاً أُرِيكُمْ طَرِيقاً أَفْضَلَ" (1كو12: 31).

الوجه الإيجابي للمحبة

"المَحَبَّةُ تتأنَّى وترفُقُ. المَحَبَّةُ لا تحسِدُ. المَحَبَّةُ لا تتفاخَرُ، ولا تنتَفِخُ، ولا تُقَبحُ، ولا تطلُبُ ما لنَفسِها، ولا تحتَدُّ، ولا تظُنُّ السّؤَ، ولا تفرَحُ بالإثمِ بل تفرَحُ بالحَق، وتَحتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ، وتُصَدقُ كُلَّ شَيءٍ، وترجو كُلَّ شَيءٍ، وتصبِرُ علَى كُل شَيءٍ. المَحَبَّةُ لا تسقُطُ أبدًا" (1كو13: 4-8).

معوقات للمحبة

الأموال والمُقتنيات.. المحبة "لا تطلُبُ ما لنَفسِها" (1كو13: 5).

الحِدة.. المحبة "لا تحتَدُّ" (1كو13: 5).

الحسد.. المحبة "لا تحسِدُ" (1كو13: 4).

التفاخر والانتفاخ والتقبيح.. المحبة "لا تتفاخَرُ، ولا تنتَفِخُ، ولا تُقَبحُ" (1كو13: 4-5).

الأنانية.. المحبة "لا تطلُبُ ما لنَفسِها" (1كو13: 5).

ظن السوء.. المحبة "لا تظُنُّ السّؤَ" (1كو13: 5).

الفرح بالإثم.. المحبة "لا تفرَحُ بالإثمِ بل تفرَحُ بالحَق" (1كو13: 6).

الرب قادر أن يعطيكم الفرح الدائم..

لإلهنا كل المجد من الآن وإلى الأبد آمين.

شفاء النفس من الجروح





بالبلدي كدا كلنا بنتجرح من الناس وكلنا في ذكرتنا احداث محزنه جدا ومش قادرين ننساها وحتي لو نسناها بيكون نسيان موقت واكيد محتاجين لفشاء نفسي

الكتاب بيقول
«رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ» (إشعياء 61: 1)

الكلامات ديه قالها النبي اشعياء بروح النبوه عن المسيح في مجيئه الاول
وهي نفس الايات اللي قراها المسيح في المجمع. (لوقا 4 : 18)


أ – لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ - روحياً – بشارة الغفران
ب – لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ – نفسياً - شفاء النفس
ج – لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ – من القيود اللي ممكن تكون اسبابها روحية

يبقي المسيح مجاش بس ليبشر المسكين بالروح(أاللي محتاجين غفران خطاياهم للتصالح مع الله) ببشارة الغفران وأن لهم ملكوت السموات زي ما جه في الموعظة علي الجبل: ( متي 5 : 3 )
لكن جه كمان عشان يشفي القلب المكسور، يعني النفس المجروحه من احداث الحياة اليومية

وبعد كدا يطلق المأسورين احرار من القيود الروحية بسبب الخطية وأعمال إبليس، والقيود النفسية بسبب الجراح المدفونه جوه النفس.
والتعليق اللي كتبة إشعياء كان يخص اكتر التأثير المدمر للجراح والأحزان فيقول :

لأعزي كل النائحين
لأعطيهم جمــال عوضاً عن الرماد
و دهن فرح عوضاً عن النوح
و رداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة
فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد.

مهما كان حصل لمشاعرك تدمير – مهما اتشوهت نفسيتك
يسوع يشفي ويداوي ويحول الرماد إلى جمال والنوح إلى فرح واليأس إلى تسبيح.
مش هو قال
«أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأَطْلُبُ الضَّالَّ, وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ, وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ, وأعصب الْجَرِيحَ, وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ, وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ.»(حز 34:15 – 16)
يلا نطلب يسوع ونسبها عليه

أحداثٌ هامَّةٌ في حياةِ المسيح



"أحداثٌ هامَّةٌ في حياةِ المسيح"



رُغمَ أنَّ شخصيَّةَ يُوحنَّا المعمدان هي ذات دلالة بالِغة الأهمِّيَّة، ولكن لم يُخصَّصْ لهُ إلى فسحة قليلة في الأناجيل. قالَ يسوعُ أنَّ هذا الرَّجُل كانَ أعظَمَ رجُلٍ وأعظَمَ نَبِيٍّ ولدتْهُ امرأَة (متَّى 11: 11؛ لُوقا 7: 28).

وُصِفَت حياةُ يُوحنَّا المعمدان بإيجاز في الأناجيل الأربَعة. فما هي الدلالَةُ من حياتِه؟ أوَّلاً، لم يكُنْ فقط أعظَمَ الأنبِياء، بل وكانَ آخِرَ الأنبِياء. لقد كرزَ الأنبِياءُ بالأخبارِ السارَّة أنَّ المسيَّا آتٍ. أمَّا هذا النَّبِيُّ فأشارَ إلى رجُلٍ يسيرُ على طريقِ الجَليل وقالَ لتلاميذِهِ، "هُوَّذا حَمَلُ الله الذي يرفَعُ خطِيَّةَ العالَم." (يُوحنَّا 1: 29). لقد كانَ يُوحنَّا المعمدان آخِرَ الأنبِياء المَسياوِيِّين، وكانَ الشخص الذي عرَّفَ شعبَ الله على المسيَّا.

معمُوديَّةُ يسوع

هُناكَ بِضعَةُ أحداثٍ في حَياةِ يسوع المسيح، تُوصَفُ في الإصحاحات الأُولى من إنجيلِ متَّى، مرقُس، ولوقُا. ذاتَ يوم، كانَ يُوحنَّا يُعمِّدُ ورأى رجُلاً شابَّاً مثلَهُ ينتَظِرُ دورَهُ ليعتَمِدَ منهُ. فعندما رأى يُوحنَّا يسوع، قال، "أنا مُحتاجٌ أن أعتَمِدَ مِنك." ولكنَّ يسوعَ أجابَ بِما مَعناهُ، "إسمَحِ الآن، لأنَّهُ ينبَغي أن نُتمِّمَ كُلَّ بِرّ." وهكذا عمَّدَ يُوحنَّا يسُوع، وعندما فعلَ ذلكَ، نـزلَ الرُّوحُ على يسوع بِشكلِ حمامَةٍ، وتكلَّمَ اللهُ الآبُ قائِلاً،"هذا هُوَ إبني الحَبيب الذي بِهِ سُرِرت." تُسمَّى هذه الحادِثة بِشهادَة يُوحنَّا المعمدان (متَّى 3: 17).

لم تكُنْ معمُودِيَّةُ يَسُوع تماماً مثل معمُوديَّتَنا اليوم. فمَعمُوديَّتُهُ هي واحِدَةٌ من الحوادث الهامَّة في حياتِه. لقد كانت بِمثابَةِ تدشينٍ لخدمتِهِ العلنيَّة التي استمرَّت ثلاث سنوات. عندما يُنتَخَبُ شخصٌ كرئيس أُمَّة، تُقامُ لهُ حفلةُ تدشين. وفي هذا التدشين، يقومُ الرئيسُ الجديدُ بإلقاءِ خُطابَ القَسَم الذي يفتَتِحُ بهِ رئاستَهُ. ولقد بدأَ يسوعُ خدمتَهُ بتدشينٍ إفتِتاحِيّ. ولكن في هذه الحالة، كانَ اللهُ القديرُ هُوَ المُتكلِّم، وكانَ خطابُهُ قصيراً جداً، إذ قال بِبساطة: "هذا هوَ إبني الحَبيب الذي بِهِ سُرِرت." (متى 3: 17)

تجرِبَة يسوع

في الإصحاحِ الرابِع من إنجيلِ متَّى، نقرَأُ أنَّ معمُوديَّة يسوع أُلحِقَت بحَدَثٍ مُهِمٍّ آخر. إقتادَهُ الرُّوحُ إلى البَرِّيَّة حيثُ كانت لهُ مُواجَهَةٌ معَ الشيطان، بعدَ أن قضى أربعينَ يوماً في الصَّوم، حيثُ جُرِّبَ ثلاثَ مرَّات. أوَّلاً جاءَ إليهِ المُجرِّبُ وقالَ، "إن كُنتَ إبنَ الله، فقُلْ لهذه الحِجارة أن تَصيرَ خُبزاً." فأجابَ يسوع، "مكتُوب، ليسَ بالخُبزِ وحدَهُ يحيا الإنسان، بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تخرُجُ من فَمِ الله." لقد كانت الكلمَةُ التي نطَقَ بها يسوع والمُسجَّلَة في الأناجيل المُتشابِهَة النَّظرة، "مكتُوبٌ." (متَّى 4: 4)

التجرِبَةُ الثانِيَة حدَثَت عندما جرَّبَ إبليس يسوع بأن يقفُزَ من أعلى مكانٍ في هيكَلِ سُليمان. "إن كُنتَ إبنَ الله،" قالَ الشيطان، "فاطرَحْ نفسَكَ إلى أسفَل. لأنَّهُ مكتُوبٌ أنَّهُ يُوصِي ملائِكتَهُ بِكَ. فعلى أيادِيهِم يحمِلُونَكَ لِكَي لا تصدِمَ بِحَجَرٍ رِجلَك." (متى 4: 6) هُنا نجِدُ الشيطانَ يقتَبِسُ آياتٍ من الكِتابِ المقدَّس. فهُوَ يعرِفُ هذا الكِتاب جيِّداً، وهُوَ يُحِبُّ أن يُغيظَ المُؤمِنين بذكرِهِ لهُم آياتٍ تدينُهم أو تُخيفُهم.

كانَ يسُوعُ سيُعلِنُ قريباً أنَّهُ اللهُ في جَسَدٍ إنسانيّ. فكَيفَ كانَ يُمكِنُ لأيٍّ كانَ أن يُؤمِنَ بهكذا تصريح؟ هُنا نرى الشيطان يقتَرِح أن يستَخدِمَ يسوعُ قِواهُ الخارِقة للطبيعة لكَي يُبرهِنَ إدِّعاءَهُ. ولكنَّ يسوع أجابَ الشيطان، "مكتُوبٌ أيضاً، لا تُجرِّبِ الربَّ إلهكَ." (متى 4: 7)

التجرِبَةُ الثالِثَةُ ليَسُوع هي عندما أراهُ الشيطانُ كُلَّ ممالِكَ العالم ومَجدَها. وقالَ لهُ "أُعطيكَ هذه جميعَها إن خَرَرتَ وسجدتَ لي." ولكنَّ يسوعَ أجابَهُ، "إذهَبْ يا شيطان. لأنَّهُ مكتُوبٌ للرَّبِّ إلهِكَ تسجُد وإيَّاهُ وحدَهُ تعبُد." (متى 4: 8- 10)

ما هي دَلالَةُ تجرِبَةِ يسُوع في البَرِّيَّة؟ أوَّلاً، أعتَقِدُ أنَّهُ لو كانت هُناكَ أيَّة طريقَة للشَّيطان لكَي يتجنَّبَ هذه المُواجَهة، لكانَ تجنَّبَها. نحتاجُ أن نفهَمَ أنَّ رُوحَ الله كانَ يقودُ يسوع المسيح لكَي يتواجَهَ معَ الشيطان في بِدايَةِ خدمتِهِ العَلَنيَّة. وإذا تكلَّمنا مجازِيَّاً، "هذا هُوَ الأخُ الأكبَر – يسُوع" الذي يُسوَّي حِسابات أخيهِ الأصغَر –آدَم،" والذي كانَ الشيطانُ قد أغراهُ وأسقطَهُ في جنَّةِ عدَن. إنَّ تجرِبَةَ يسوع الأُولى هي بجَوهَرِها التجربة ذاتَها التي واجَهَها آدَم وحَوَّاء في جنَّةِ عَدَن.

كما لاحظنا سابِقاً، أجابَ يسوعُ على تكرار تجرِبَةِ جنَّة عدَن بالإقتِباس من كلمةِ الله: "مكتُوبٌ ليسَ بالخُبزِ وحدَهُ يحيا الإنسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تخرُجُ من فَمِ الله." (متى 4: 4) في جنَّة عدَن، طرحَ الشيطانُ السؤالَ التالي، "أحقَّاً قالَ الله؟" فأجابَ آدَم وحَوَّاء بما معناه، "نعم هذا ما قالَهُ اللهُ." فأجابَ الشيطانُ بما معناهُ، "حسناً، إنَّ ما قالَهُ اللهُ ليسَ صحيحاً." فبعدَ أن شكَّكَ بقضيَّةِ ما إذا كانَ اللهُ قد تكلَّمَ بأيِّ شيءٍ بتاتاً، شكَّكَ بعدَ ذلكَ بكَلِمَةِ الله وتحدَّاها وعصا عليها.

هل يبدو هذا لكَ مألُوفاً. إبليس لم يتوقَّف عن طَرحِ هذا النَّوع من الأسئِلة عبرَ تاريخِ شعب الله المُطوَّل. إنَّ كُلاً من هذه التجارِب هي أيضاً وصفٌ لتجارِب الخطيَّة التي نُواجِهُها اليوم. وهذا أيضاً تعريفٌ للخطيَّة. فالخطيَّةُ هي ما نعمَلُهُ أو لا نعمَلُهُ حيالَ ما نعلَم أن اللهَ قالَهُ.

الحقيقَةُ الهامَّةُ التي يتجاوَبُ معَها في هذه التَّجرِبَة الأُولى هي أنَّنا إذا أردنا أن نعيشَ، فإنَّ كلمةَ الله سوفَ تُرينا كيفَ نعيش. فبِمقدارِ ما نفهَمُ الكِتابَ المقدَّس، بمِقدارِ ما سنفهَمُ الحياة. وبمِقدارِ ما نفهَمُ الحياة، بِمقدارِ ما سنفهَمُ الكتابَ المقدَّس ونقدُرُهُ حقَّ قدرِهِ. فالكِتابُ المُقدَّسُ والحياة يُلقِيانِ الأضواءَ على بعضِهما البَعض. فالقصدُ من الكِتابِ المقدَّس هو أن نعرِفَ كيفَ نعيش.

في جنَّةِ عَدَن، كانَ جوهَرُ التجرِبَةِ أن تضعَ حاجاتِكَ المادِّيَّة أوَّلاً، وأن تضَعَ ما يُريدُكَ اللهُ أن تعمَلَهُ ثانِيَاً. بِكَلِماتٍ أُخرى، فسِّر كَلِمَةَ اللهِ على ضوء حاجاتِكَ الجسديَّة. لقد أرادَهُم اللهُ أن يُفسِّرُوا حاجاتِهِم الجسديَّة على ضوءِ كَلِمتِهِ لهُم. بمعنىً آخر، كانت التجرِبَةُ، "حاجَاتُكَ أوَّلاً، وكلمةُ اللهِ ثانِيَاً."

عندما جُرِّبَ يسوعُ بأن يُحوِّلَ الحجاَرةَ خُبزاً، كانت التجرِبَةُ، "لقد كُنتَ صائِماً لمُدَّةِ أربَعينَ يوماً. فاستخدِم قِواكَ الخارِقة للطبيعة لكَي تضعَ حاجاتِكَ المادِّيَّة أوَّلاً، وكلمة الله ومشيئتَهُ ثانِياً. فكانَ جوابُ المسيح، "كَلِمَةُ اللهِ أوَّلاً، والحاجاتُ ثانِيَاً."

يُمكِنُ إيجازُ رِسالَةِ الكتابِ المقدَّس بكَلِمتَين هُما: "اللهُ أوَّلاً." إنَّ أجوِبَة يسوع على التجارِب الثلاث يُمكِنُ تَلخِيصُها بهاتَين الكلمتَين أيضاً. تذكَّرْ أنَّ التجرِبَة ليسَت خطيَّة. بل كيفيَّة تجاوُبِنا معَ التجربِة هي إمَّا غلبَة أو خطيَّة. إنَّ تجاوُبَنا معَ التجربِة اليوم ينبَغي أن يكونَ تطبيقاً لهاتَين الكلمتَين أيضاً – "اللهُ أوَّلاً."

في التَّجرِبَةِ الثانِيَة، إقتَبَسَ الشيطانُ من كَلِمَةِ اللهِ وإقتَرَحَ أن يُبرهِنَ يسوعُ أنَّهُ إبن الله بأن يقفُزَ من أعلى مكانٍ في هيكَلِ سُليمان. كانت الفِكرَةُ أنَّهُ عندما سيُنقَذُ عجائِبيَّاً من قفزَتِهِ، كانَ سيُبرهِنُ أنَّهُ إبن الله.

هُنا أيضاً أجابَ يسوعُ بالإقتِباسِ من كَلِمَةِ الله، مُشيراً إلى الشيطان، أنَّ اللهَ قالَ أنَّهُ علينا أن لا نُجرِّبَهُ. هُناكَ فرقٌ دَقيقٌ بينَ أن نضعَ جزَّةَ الصوف، كما فعلَ جِدعَون، وبينَ أن نُجرِّبَ الله (قُضاة 6: 37، 38). عندما ننضَمُّ في صُفوفِ "جامِعَةِ الإيمان" – قابِلِينَ التحدِّي بأن نُصبِحَ أتباعَ المسيح، لا يَحِقُّ لنا أن نُخضِعَ اللهَ للإمتِحان. بل هُوَ من لهُ الحقُّ بأن يمتَحِنَنا ساعَةَ يشاء، وليسَ نحنُ من لنا الحقُّ بإمتِحانِ اللهِ.

المرَّةُ الثالِثة التي جرَّبَ فيها الشيطانُ يسوع، عرضَ عليهِ أن يُعطِيَهُ كُلَّ ممالِكِ العالَم، إذا سجدَ يسوعُ لهُ وعبدَهُ. هُنا أيضاً، أجابَ ربُّنا من مقطَعٍ من كَلِمَةِ الله ينسجِمُ معَ جوابِهِ على التجرِبَةِ الأُولى. "مكتُوبٌ، للرَّبِّ إلهِكَ تسجُد وإيَّاهُ وحدَهُ تعبُد." إنَّ جوهَر ما تعنيهِ هذه الكلمات هُو، "اللهُ أوَّلاً،" الأمرُ الذي عُبِّرَ عنهُ كالتالي: "إيَّاهُ وحدَهُ." (متى 4: 10)

إنَّ التطبيقات الشخصيَّة على حياتي وحياتِكَ لهذه التجارِب الثلاث التي اجتازَها يسوع هي واضِحَةٌ جداً. التطبيقُ الأوَّل هُوَ: "اللهُ أوَّلاً!" أوَّلاً كلمةُ الله ثُمَّ حاجاتُنا. إعبَدُوا الله وإيَّاهُ وحدَهُ. جميعُنا نجتازُ في أوقاتٍ نُجرَّبُ فيها أن نستَغنِي عنِ الإيمان بأن نضعَ اللهَ أمامَ الإمتِحان، ناسِينَ أنَّ اللهَ هو الذي ينبَغي أن يضعنا أمامَ الإمتِحان.

بعدَ أن رفضَ يسُوعُ مَشُورَة الشيطان للمرَّةِ الثالِثة، نقرَأُ أنَّ الشيطانَ غادَرَ يسُوعَ "إلى حِين." إنَّ هذه الكلمات تعني أنَّهُ كانَ هُناكَ هُجومٌ شيطانِيٌّ قَويٌّ، مُستَمِرٌّ، ولا يتراجَع ضِدَّ المُخلِّص، عندما عاشَ آخِرَ ثلاث سنوات من حَياتِه. يَصِحُّ هذا خاصَّةً عندما إقتَرَبَ يسُوعُ من الأُسبُوعِ الأخِير الذي فيهِ ماتَ وقامَ من الموت من أجلِ خلاصِنا.

يتساءَلُ البعضُ ما إذا كانَ من المُمكِن أن يسقُطَ يسُوعُ في إحدى تجارِبِ إبليس. ولكن عندما كانَ يسوعُ يُجرَّبُ في البَرِّيَّة، هل كانَ اللهُ يتطلَّعُ من شُرفَةِ السماء، حابِساً أنفاسَهُ، مُتسائِلاً، "هل سينتَصِرُ إبني على التجربة؟" هل تظُنُّ أنَّ الأمرَ كانَ كذلك؟ أُؤكِّدُ لكَ أنَّ اللهَ عرفَ أنَّ إبنَهُ لن يكُونَ مثل آدَم ويستسلِم لهذه التجارِب. فعِندَما جُرِّبَ في البرِّيَّة، كانَ من المُستَحيل أن يسقُطَ يسوعُ أمامَها.

فلِماذا جُرِّبَ إذاً؟ كانَ من المُهمِّ بِنَظَرِ الله أن يُبرهِنَ لنا، في بِدايَةِ حياةِ وخِدمَةِ مُخلِّصِنا، أنَّهُ لا يُمكِن أن يسقُطَ. أحدُ آخِرِ الأعداد في الكتابِ المقدَّس يقولُ عن يسوع المسيح: "وللقادِر أن يحفَظَكُم غَير عاثِرين وأن يُوقِفَكُم أمامَ مجدِهِ بِلا عَيبٍ في الإبتِهاج..." (يهُوَّذا 24). إن كانَ المسيحُ الذي جُرِّبَ ولم يسقُطْ يحيا فينا، هل بإمكانِهِ أن يحفظَنا من السُّقُوط؟ بالطبع يستطيعُ. إذا وثِقنا بهِ ومَشَينا معَهُ، سيحفَظُنا من السُّقُوط.

لقد أظهَرَ لنا يسُوعُ بالطريقَةِ التي واجَهَ بها تجارِبَهُ، كيفَ ينبَغي علينا أن نُواجِهَ تجارِبَ إبليس اليوم. الشيطانُ لا يتعَب ولا يَكِلُّ مُحاوِلاً أن يقُولَ لكُلِّ واحدٍ منَّا: "ضَعْ الحاجات المادِّيَّة أوَّلاً والرُّوحِيَّة ثانِيَاً. ضَع أيَّ شيءٍ أوَّلاً في حَياتِكَ قبلَ الله."

إنَّ العدُوَّ الأكبَر للأحسَن غالِباً ما يكُونُ الحَسَن. بِهذهِ الطريقة يُجرِّدُنا الشيطانُ من الأحسَن الذي يُعدِّهُ اللهُ لنا. فهُوَ يُجرِّبُنا بأن نعمَلَ الحَسن لكَي نكتَفِيَ ونُقصِّرَ عن الأحسَن الذي يُريدُهُ الله لنا. ولأنَّ اللهَ يُحبُّنا، ويعرِفُ أنَّنا متى نضعُهُ أوَّلاً سيُعطينا أحسن ما عِندَهُ، لِهذا فهُوَ يُريدُنا أن نضعَهُ أولاً وأن نهزِمَ تجارِبَ الشيطان.

تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين


لو قدّمَ لك ملكٌ عظيم دعوة لتناول العشاء معه، في قصره، بين الشرفاء والنبلاء، فلا شك أنك تلبّي الدعوة بكل سرور وابتهاج، واعداً نفسك برؤية جلال الملك ورجاله وحرّاسه وخدّامه، وجمال قصره وحدائقه وأمجاده، وسخاء مائدته التي يضيع فيها بصرُك من كثرة المآكل الشهّية والفاخرة. ربّما تسأل نفسك : "من أنا حتى يدعوني الملك الى عشائه العظيم؟" لكن سرعان ما تغتبط فرحاً بهذه الدعوة، فتبدأ تُعدّ نفسك لذلك اللقاء العظيم والعشاء الكريم. فتصبح هذه الدعوة شغلك الشاغل ولَهْجَ فكرك وأحاديثك بين الاقرباء والاصدقاء: "فالملك العظيم دعاني لتناول العشاء معه."

لو دعاك قائد محترم الى حضور احتفال كبير بمناسبة انتصاره وتثبيت سلطته، فإنك بدون تردّد تحضر هذا الاحتفال، خصوصاً وأنّ هذا القائد قد أكرمك بدعوته لك شخصياً. وإنك بتلبيتك لهذه الدعوة الكريمة، لا بدّ ان تحظى برضى هذا القائد وحمايته ووساطته في أي مجال أو حاجة عندك.

لو استلمتَ دعوة لحضور حفلة زفاف ابن الملك العظيم أو بنت القائد المحترم، أمَا كنت تحضّر نفسك وتعدّ الايام الى ذلك العرس المجيد؟ أما كنت تلغي كل مواعيدك لئلا يفوتك هذا الحدث المهم وهذه الدعوة الفريدة؟ ربما لم تتلقَ دعوات كهذه بعد؛ او تلقّيتها في يوم ما، من اشخاصٍ محترمين، وقد لبّيتها وكنتَ سعيداً جداً، بل ربّما ما زالت ذكرى ذلك اليوم في فكرك، وتحتفظ بصُوَر لك مع ذلك العظيم والمحترم. في اي حال، إنّ لك دعوة الى العشاء مع ملك الملوك وقائد القوّاد. إنها دعوة شخصية لك، سواء كنت فقيراً أو غنياً، متعلّما أو أميّاً، شاباً أو شيخاً، رجلاً أو امرأة. وهذه الدعوة العظيمة ستضمّ أعظم الابطال والمشاهير في نظر الله، الذين كانوا في العالم ولم يكونوا من العالم. انها دعوة لا لعشاء مادي وقتي ينتهي ولا يبقى منه إلاّ الذكرى أو الصوَر، بل لعشاء ابدي دائم مِلْؤُه السعادة والفرح والشبَع الروحي. مائدة هذا العشاء لها أوّل وليس لها آخِر، تبدأ عند تلبيتك لهذه الدعوة، ولن تكون لها نهاية. يسوع يناديك

ما مِن انسانٍ عاقل يرفض أو يهمل هذه الدعوة، فصاحبُها هو عظيم العظماء، إنه السيد المسيح الذي جاء الى العالم يدعو البشر الى تسليم حياتهم لله بالتمام، والى إقامة العلاقة الروحية الأبدية معه تعالى. لقد جاء الى العالم رحمةً من الله لخلاص البشر من العذاب والهلاك الأبدي، لينقلهم الى سماء النعيم والى عشاء الله العظيم الذي أعدّه لكل مَن يؤمن به. بينما تسير زمان حياتك على هذه الارض الفانية، وتحاول ان تملأ فراغَك بأمور الدنيا، تحتاجُ الى الشبع الروحي والنفسي الذي تفتقر إليه، إلى الفرح الحقيقي والسلام ورضى الله عليك، والى خلاص الله الذي أعدّه لك في فداء المسيح، الذي مات لأجلك حاملاً ذنوبك، وقام ليمنَحك البّر والطهارة، منتصراً على الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك به.

لقد قال يسوع: "هانذا واقف على الباب (باب قلبك) وأقرع، إن سمع أحدٌ صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي." (رؤيا 20:3) انه يدعوك ويقول: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا اريحكم" (متى28:11) فهل تلبّي دعوته الآن قبل فوات الاوان ؟ لاتؤجّل !

شهادة حق أم شهادة زور




"أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"

شهادة حق أم شهادة زور

حوار مع مسلم حول الشهادتين



"كيف أشهد بلساني بما لم تشهده عيناي؟" كان هذا هو ردّي على جاري المسلم الطيب الذي دعاني إلى قول الشهادتين.

رفع حاجبيه دهشةً وكأنه يدعوني إلى تقديم شيء من الإيضاح. فقلت له: "أخشى إن نطقت بالشهادتين أن أكون شاهد زور!"

أجاب معترضاً: "وكيف تكون شاهد زور وأنت تشهد بالحق؟"

فقلت: "كل من يشهد بما لم يره بعينيه يكون شاهد زور، حتى لو أكد آخرون أن ما شهد به وقع حقاً."

وسألته: "هل يقبل قاضٍ شهادة شخص في حادثة لم يكن في مسرحها ولم يعرف أطرافها ولا ما دار فيها؟ قد يعبّر هذا الشخص عن اقتناعه الشديد بما يقول، وقد يسوق آراء شخصية وحُججاً تقدَّم بها هو أو غيره، وقد تكون نواياه صالحة، لكن لا يسع القاضي أن يعتبره "شاهداً"، اللهمّ إلاّ إذا كان ذلك على مستوى "شاهد ما شافش حاجة". فشهادته بلا قيمة خاصة في قضية مصيرية، فكيف أبرّر شهادتي ولا أساس لها عندي؟"

قال جاري المسلم الطيب:"لا إله إلا الله - هل هذه شهادة زور؟ ألا تشهد أن لا إله
إلاّ الله؟"

قلت له: "لا!"

فجحظت عيناه دهشةً واستنكاراً.

فاستدركتُ موضحاً: "أنا أؤمن بالفعل بأن لا إله إلاّ الله، لكني غير مستعد لأن أشهد بذلك!"

قال: "هذا كلام متناقض تماماً!"

قلت: "التعبير عن الاقتناع العقلي والقلبي شيء، والادعاء برؤية موضوع هذا الاقتناع شيء آخر. فأنا أؤمن بوحدانية الله بكل قلبي وعقلي، لكني لم أرَ الله أو أشاهده لأشهد أنه واحد. وعندما أراه وأعرف أن له كيانا منفصلاً قابلاً للتحديد، سأشهد بذلك."

قال: "يبدو أن لديك مشكلة في الاعتقاد بأن الله واحد."

قلت: "إذا كان المقصود بأن الله هو واحد بالمعنى الرياضي، فإن هنالك مشكلة كبيرة بالفعل. فهذا التصوُّر لا يليق بالله العظيم الكلي الوجود. فإن كان واحداً بهذا المعنى الرياضي- وهذا أمر مهين له- فماذا يمنع أن نتصور أن هنالك آلهة أخرى كثيرة بالمعنى الرياضي أيضاً؟ وهذا ما لا أؤمن به. فأنا أرى أن الله أكثر بكثير من مجرد "واحد" بالمعنى الرياضي. فالمعنى الرياضي للعدد واحد يوحي بالنقص والمحدودية."

قال: "وهل هنالك فَهم آخر لوحدانية الله؟"

أجبت: "نعم. هنالك فهم لوحدانية جامعة تلقي ضوءاً على كمال الله في ذاته وتشرح طبيعته."

قال: "ألا يؤثر فيك سماع شهادة لا إله إلاّ الله من الجوامع ومحطات الإذاعة والتلفزيون وغيرها ليل نهار؟"

قلت: "أنا أسأل نفسي كثيراً لماذا يصر هذا الإله على أن يكرر الناس كل حين شهادة بدهية. فمن البدهي أن الله واحد. فهل يخشى هذا الإله على نفسه من التعدد؟ هل يوجد شيء يهدد وحدانيته؟" أليس هذا ضعفاً بالثقة بالنفس؟ وماذا تفيد شهادة بشر لاحول لهم ولا قوة؟

فأوضح قائلاً: "أنت تعرف أنه كان هنالك مشركون كثيرون في أيام الإسلام الأولى، وكانوا يؤمنون بآلهة كثيرة. فكان طبيعياً أن يؤكّد الإسلام على وحدانية الله."

قلت: "إذاً لم تعد هذه الشهادة تعني شيئاً الآن. فهي لا تصلح لكل زمان! لكن أؤكد لك مرة أخرى أني أومن بإله واحد فقط."

قال: "وهذا هو ما أعنيه. فحين أقول "أشهد" فإني أعني "أؤمن". فلا خلاف إذاً."

قلت: "لكل كلمة دلالتها، ولهذا يجب أن تحمل الكلمة المستخدمة الدلالة المقصودة السليمة دون زيادة أو تحريف. فلكلمة "الإيمان" دلالتها، ولكلمة "الشهادة" دلالتها، ولا يجوز الخلط بينهما."

قال: "ماذا تقصد؟"

أجبت: "علينا أن ننتبه لما نقوله لنعرف إن كنّا نعنيه. فأنا أخشى أن كثيرين من الذين ينطقون بالشهادتين لا يفكرون بما يخرج من أفواههم".

قال: "لكنك لن تستطيع التهرب من سؤالي. ماذا عن الشهادة الثانية- وأشهد أن محمداً رسول الله؟"

قلت: "سأجيبك على أساس نفس المبدأ. يصعب علي أن أقدم هذه الشهادة لأني لم أر الله ولم أسمعه وهو يختار محمداً رسولاً. ولهذا فإن شهادتي ستكون بلا قيمة، أو ستكون ذات قيمة سلبية. فإذا كان نبياً حقاً، فإنه لا يحتاج إلى شهادة ضعيفة مني."

قال: "لكن ألا تشهد أنت أن المسيح هو ابن الله، بغض النظر عن معنى ذلك؟"

قلت: "لا أنا لا أشهد أنه ابن الله ! فأنا أؤمن فقط أن المسيح هو ابن الله، ولا أستطيع أن أشهد بذلك. فليست الحقائق الإلهية متاحة للرؤية دائماً. وقد قال السيد المسيح: "طوبى لمن آمن ولم يرَ."

قال وكأنه وجد ضالته: "ونستطيع نحن المسلمين أن نقول نفس الشيء. فليس إيماننا ذا مصداقية أو مشروعية أقل من إيمانكم".

قلت: "الإيمان المسيحي مختلف، لأنه مبني على تاريخ طويل من كلمة الله التي جاء بها الأنبياء قبل المسيح. وهو إيمان راسخ لأنه يشكل استمراراً وتواصلا لنفس رسالة الإيمان. فهو إيمان مدعوم من كلمة الله نفسها. وهو مدعوم من التاريخ نفسه، لأنه يقوم على حقائق تاريخية، لا على خرافات مفبركة. وهو يقوم أيضاًً على قوة المسيح الذي يدخل حياة الناس ويغيّرها."

قال: "وكتابنا يشهد لكتبكم، وإيماننا يقوم على كتبكم، لكنك تعلم أنها حُرِّفت".

قلت: "لا! لا أعلم أنها حُرِّفت، ولا تستطيع أن تثبت أنت ذلك. وليس هذا موضوعنا الآن. لكن إذا كان إيمانكم يقوم على كتبنا التي تقولون إنها محرفة، فإن هذا يعني أن إيمانكم يقوم على باطل, أليس كذلك؟ فأنتم تطعنون في كتابكم من حيث لا تدرون. وهذه إشارة أخرى إلى أن كثيرين منكم لا يفهمون ما يخرج من أفواههم."

قال: "لكن أليس لديكم في كتابكم المقدس شيء شبيه بالشهادتين في الإسلام؟"

قلت: "الشاهد الحقيقي حسب الكتاب المقدس هو الله نفسه، فهو يعرف ما يشهد به." أنا العارف والشاهد، يقول الرب"(إرميا 29: 23). وتصف كلمة الله المسيح بأنه "الأمين، الشاهد الأمين الصادق" (رؤية 3: 14). ويقول المسيح: "أنا هو الشاهد لنفسي" (يوحنا 8: 18). فهو يعرف أنه الحق، ولا ينتظر شهادة من أحد لكي يرتفع مقامه أو تتعزز مصداقيته. إذ تكفيه شهادة أعظم: "الآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي" (يوحنا 5: 37).

قال: "وما هي فحوى الشهادة هذه؟"

قلت: "نحن لا نعوّل كثيراً على شهادة بشر بشيء. فهم محدودون، وقد يخطئون وقد يصيبون. وما يهم هو شهادة الله نفسه. اسمع ما يقوله الرسول يوحنا بوحي الله: "إن كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله أعظم، لأن هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بالابن، فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذباً، لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه" (1يوحنا 5: 9-10).

قاطعني قائلاً: "ولكن أين هي الشهادة؟ بماذا يشهد الله؟"

قلت: "ها هي: "وهذه هي الشهادة: أن الله أعطاة حياة أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة".

قال: "وماذا يعني هذا؟"

قلت: "يعني هذا أن الله يشهد بأنك إذا آمنت بالمسيح ودعوته إلى الدخول إلى حياتك، فإنك تحصل على حياة أبدية. فهذه الحياة الأبدية هي في المسيح نفسه، ولا يعتمد حصولك عليها على مؤهلاتك، ولا يحول دون حصولك عليها كثرة خطاياك السابقة. فقدرة المسيح المطلقة على الغفران وإعطاء الحياة الأبدية هي جوهر المسألة. ولا يوجد طريق آخر عند الله."

قال: "وهل هذا يطمئنك إلى أن لك حياة أبدية؟"

قلت: "إن لم أصدق الله، فمن أصدق؟ فالله يريد أن يعطينا سلاماً حول مصيرنا عندما نؤمن به. ولا يجوز أن يبقينا الله في حيرة من مصيرنا. فما الفائدة من اتِّباعنا له؟ لهذا يقول الرسول يوحنا بوحي الله: "كتبت هذا إليكم، أنتم المؤمنين باسم ابن الله، لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية، ولكي تؤمنوا باسم ابن الله" (1يوحنا 5: 13). أعتقد أن هذه شهادة يعوَّل عليها."

قال: "فهل تشهد بها؟"

قلت: "أنا أعبّر عن إيماني المطلق بشهادة الله. فما دام هو الذي يشهد، فمن أنا حتى أكذبه؟ وأنا أستطيع أن أشهد بما اختبرته شخصياً عندما آمنت بالمسيح ودخل حياتي. فقد أجرى في حياتي تغييرات رائعة كثيرة، ولَمَسْتُ بفرح آثار تدخُّله في حياتي. لكن سيأتي ذلك اليوم الذي سأراه فيه وجهاً لوجه حسب وعده."

قال: "هذه أمور تحتاج إلى كثير من التفكير."

قلت: "فعلاً. فمصير الإنسان الأبدي ليس مسألة يمكن تجاهلها!"

الفداء وغفران الخطايا


الذي فيه لنا الفداء بدمه غـفـران الخطايا ، حسب غنى نعمته (اف7:1)


نقرأ في سفر التكوين 21:3 ان الرب الإله صنع لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما، في هذا العدد نرى أول لمحة عن الدم، إذ أن الله كسى آدم وحواء بجلد حيوانات قد سُفكت دماؤها. إنها تُظهر لنا كيف ان حيواناً بريئاً قد سُفك دمه من أجل مذنب أثيم. وما هذا إلا رمز للذبيحة العظمى موت المسيح الكفاري على الصليب.

ولربما خاطب آدم امرأته قائلاً: "حسناً، إن كان الله قد طردنا من الجنة فعلامة حبه لنا أنه ألبسنا هذا الثوب الكفاري الجميل" ، إن الله قبل أن يطرد أبوينا الأولين من الجنة وضع أمامهما هذا الوعد المبارك بأن نسل المرأة _ أي المسيح - يسحق رأس الحية - اي الشيطان.

إن قلبي يمتلئ سروراً حين أفكر فيما عمله الله مع ابوينا الأولين قبل طردهما من الجنة، إذ انه كفَّر عن الخطية. لقد تعامل معهما بالنعمة قبلما يُصدر حكم الدينونة . ولو كان الله قد سمح لآدم وحواء أن يعيشا الى الأبد بعد السقوط لكانت نكبة عظمى . فمن رحمة الله أنه طردهما من الجنة لكي لا يعيشا الى الأبد في هذه الحالة الرهيبة. لقد وضع الرب الكروبيم بسيفه الملتهب على باب الجنة. لكن المسيح له المجد تقدم نحو هذا السيف الملتهب واحتمل القصاص الإلهي وفتح باب السماء امام الجميع. كان من الممكن أن يبقى آدم في الجنة عشرة آلاف سنة وبعدها يكون معرَّضاً لأن يُجرب من الشيطان ويسقط، لكن المؤمنين الآن يشعرون بالأمان لأن حياتهم مستترة بالمسيح. والمؤمن مُحصًّن في المسيح- الذي هو آدم الثاني-أعظم من آدم الأول وهو داخل الجنة.

طريق الإنسان وطريق الله

لنتأمل في سفر التكوين 4:4 "وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها، فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن الى قايين وقربانه لم ينظر". أمامنا الآن ولدان ، وُلدا من أب واحد هو آدم، خارج الجنة، في ظروف واحدة، وتحت تأثيرات متشابهة، ولا يوجد فرق بينهما إلا في نوع القربان الذي قدماه. لقد قدم هابيل الدم فقُبل، لكن قايين قدم قربانه من أثمار الأرض حسب استحسانه الشخصي فرُفض.

لقد وضح الرب طريق الاقتراب اليه عقب سقوط ابوينا الاولين مباشرة . فسار هابيل في الطريق الإلهي ، اما قايين فسلك في طريقه الخاص. ربما تندهش لماذا رفض الله تقدمة قايين وقبل قربان هابيل ، رغم ان قايين اراد ان يقترب الى الله ويكرمه!. إن هابيل اتخذ طريق الله للاقتراب اليه، لكن قايين سلك حسب استحسانه البشري. ربما قال قايين في نفسه: "ما أرهب منظر الدم، ولماذا لا اقدم من ثمار الارض؟" واخذ من ثمار الارض التي لعنها الله وقدمها قرباناً . ربما قال أنا لا أميل الى التسليم بأن الطريق الوحيد للاقتراب الى الله هو الدم، فلا أؤمن بهذه المعتقدات. ان منظر ثمار الارض يبدو جميلاً عن منظر الدم".

في هذه الايام يوجد الكثيرون من أتباع قايين. إنهم يريدون الوصول الى السماء بطرقهم الخاصة. إنهم يأتون باعمالهم الطيبة وحسناتهم ويقدمونها لله، يؤمنون بما يبدو جميلاً في نظرهم، لكنهم لا يريدون أن يقتربوا الى الله عن طريق الدم الكفاري، ولكن يوجد البعض الذين سلكوا في طريق هابيل واقتربوا الى الله عن طريق الدم .

في حادث آخر جاء في سفر التكوين 20:8 "بنى نوح مذبحاً للرب. وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح". لقد سلك نوح في طريق الدم الكفاري. وهكذا سلك شعب الله .

إقرأ ايضاً تكوين 13:22 " فرفع ابراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه، فذهب ابراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه" لقد احب الله ابراهيم كثيراً لدرجة انه فدى ابنه اسحق من الموت، لكن الله أحب العالم كثيراً جداً جداً لدرجة أنه بذل ابنه الوحيد لخلاصنا اجمعين. يقول الكتاب ان إبراهيم رأى يوم المسيح وتهلل، ونحن لا نعلم متى حدث هذا، لكن يبدو أن الرب قد كشف لإبراهيم في هذا الحادث أن المسيح سوف يموت عن البشر ويحمل خطايا الجميع. تأمل في هذا المشهد . بنى ابراهيم المذبح حسب امر الله . حين امره الرب ان يأخذ ابنه الوحيد الذي يحبه ويقدمه محرقة. وربط ابراهيم ابنه. وأعدَّ كل شيء. والآن هو يأخذ السكين ويرفعها ليهوي بها على رقبة إسحق. إنه لا يعلم معنى هذا. لكنه أمر الرب ، وينبغي ان يطيعه. ليت لنا الآن طاعة إبراهيم حتى نتمم امر الرب دون سؤال أو اعتراض. إني أتصور ان إبراهيم قد احتضن ابنه وقبله وبكى كثيراً. وأتصوره وهو يخبر ابنه عن السر الذي أخفاه عنه. يا له من مشهد رهيب!. لا شك ان ابراهيم قد صارع كثيراً بينه وبين نفسه. الآن قد رفع إبراهيم السكين فوق عنق ابنه إسحق. وفجأة يسمع هذا الصوت يجلجل من السماء: إبراهيم إبراهيم. فقال هأنذا، لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئاً" . آه ، لم يكن هناك مثل هذا الأمر عند رابية الجلجثة لينقذ المسيح من موت الصليب، لقد مات البار من أجل الأشرار. لأن الله عادل وغير متساهل، وهو محب ورحوم ايضاً، ففي صليب المسيح اخذ عدل الله مجراه، وظهرت محبة الله للبشر، لأن الرب يسوع احتمل طوعاً كل القصاص المتجوب علينا من جراء خطايانا ليسامح كل من يؤمن به، فلا قصاص ولا دينونة على من يقبل فداء المسيح .

لنتأمل ايضاً فيما جاء في عب 19:10 "فإذ لنا ايها الإخوة ثقة بالدخول الى الأقداس بدم يسوع، طريقاً كرسه لنا حديثاً حياُ بالحجاب اي جسده" . كان رئيس الكهنة في العهد القديم يتشفع في الشعب. كان يدخل الى قدس الأقداس في بيت الله مرة واحدة في السنة حاملاً دم الذبائح . لكن الآن المسيح صار هو بنفسه يشفع بنا امام الله لأنه قد فتح لنا طريقاً حديثاً حياً. حين صرخ على الصليب "قد أُكمل" تمزق حجاب الهيكل، والآن لا يوجد حجاب بين الله والإنسان ولم نعد بحاجة الى احد غير يسوع ليشفع فينا. أن المسيح مات، لكنه قام وهو حيٌّ الآن. إن الإنسان الخاطئ حالما يخلص من خطاياه ويتطهر بدم الميسح يصبح بنظر الله ملكاً وكاهناً. إن الله يدعوه "ابني" إنه يصبح وارثاً للأمجاد السماوية. كأنه لم يخطئ من قبل لأنه افتدي بالدم، وتصالح مع الله بالدم، وتمتع بالقداسة بالدم ونال النصرة على الخطية والشيطان بواسطة الدم. حسبما جاء في 1يو7:1 "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كـــــــــــل خطية"إقرأ معي هذه الآية الرهيبة التي جاءت في عب. 28:10 " من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رأفة، فكم عقاباً أشر تظنون أنه يُحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدس به دنساً وازدرى بروح النعمة ؟! مخيف هو الوقوع في يديّ الله الحي" . لقد كان الشخص الذي يكسر ناموس موسى في العهد القديم يُرجم بالحجارة حتى الموت. عزيزي الخاطئ ، ماذا انت فاعل بدم المسيح ؟ . إنه شيء رهيب جداً أن تستهين بدم المسيح ولا تؤمن بكفارة المسيح . إن قلبي يهتز من الرهبة عندما أجد الناس يدوسون دم المسيح. إن الشيء الوحيد الذي تركه المسيح على الأرض هو دمه. لقد صعد المسيح بالجسد الممجد ، لكنه ترك لنا هذا الدم الكفاري ، فهل ندوس عليه بعدم قبولنا غفران الله المقدم مجاناً .

بين المسيحية والاسلام



ماذا يقول الكتاب المقدس عن المسيح

1_يسوع هو إبن الله وكلمتة
{ فكيف تقولون لى أنا الذى قدسة الآب وأرسلة إلى العالم أنت تجدف , لأنى قلت أنا إبن
الله }( يوحنا 10: 37)

إخوتنا الأعزاء نحن نحبكم .. نحن لا نبغضكم و ما ترونه و تقرأونه ليس شيء نحن نخبئه عنكم .. بل شيء يخبئه عنكم الشيوخ و كثير منكم بيقرأ ولا ينتبه لما يقرأه !!



ماذا يقول القرآن عن محمد

1_لا يختلف محمد عن البشر
{ إنما أنا بشر مثلكم }
( سورة الكهف 18: 101)

2_المسيح أجرى عجائب ومعجزات
{ جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون والعميان يرون ( مرقس 7: 37) بل أنه أعطى تلاميذة قوة صنع العجائب قائلا إشفةا مرضى طهروا برصا أقيموا موتى أخرجوا شياطين ( متى 10: 8 )

2_محمد لم يصنع أى معجزة { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} (هود / 11: 31 )

3_عرف المسيح ما بداخل قلوب الناس وفكرهم ( فتعرف الكنائس كلها أنى فاحص القلوب والكلى وأعطى كل واحد على قدر أعمالة } ( رؤيا 2: 23)

3_محمد لا يستطيع أن يعلم ما بداخل قلوب الناس أو فكرهم { لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك }
( هود 11- 23)

4_المسيح هو شفيعنا لدى الرب الإله
{ وإن أخطأنا فلنا يسوع المسيح البار شفيع عند الآب وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم }( 1يوحنا 2: 1,2)

4_محمد لا يستطيع التشفع لأحد عند الله
{ إستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم }
( سورة توبة / 9: 80)

5_يسوع منع أتباعة من إستعمال السيف
{ رد سيفك إلى مكانه , فمن يأخذ بالسيف بالسيف يهلك } ( متى 26: 52 )

5_محمد يأمر أتباعه بإستعمال السيف والقتل
{ ياأيها النبى حرض المؤمنين على القتال }
( أنفال 8: 65)

6_المسيح نادى بالغفران والتسامح مع الناس
{ سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن , وأما أنا أقول لكم لا تقاوموا من يسئ إليكم , من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر }
( متى 5: 38-39)

6_محمد أمر المسلمون بالإنتقام
{ فمن إعتدى عليكم فإعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم } ( سورة البقرة / 2: 194)

7_المسيح كان بلا خطية
{ ما إرتكب خطيئة ,لا عرف فى فمه مكر0}
( 1بطرس 2 :22)

7_محمد كان إنسانا خاطئا مذنبا
إستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات }
( سورة محمد 47:19)

8_المسيح كلمة الله وكلام الله لا يتبدل أو يتغير
{السماء والأرض تزولان وكلامى لن يزول}
( متى 24: 35 )

8_القرآن الذى قالة تبدل وتغير
{وإذا بدلنا آية مكان آية وألله أعلم بما أنزل }
( سورة النحل 16: 101)

9_الشيطان ليس له سلطان على المسيح
{ لن أخاطبكم بعد طويلا , لأن سيد هذا العالم سيجئ ولا سلطان له على ( يوحنا 14:30)

9_الشيطان وسحرة كان له سلطان على محمد
{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فإستعذ بالله إنه سميع عليم }( أعراف 7: 200)
{ ومن شر النفاثات فى العقد} ( الفلق 113:4)
(1) ويقول الشيخ سيد قطب فى تفسيرة ( فى ظلال القرآن ) المجلد رقم 6 ص 4008 معلقا على هذه الآية ( أن لبيد الأعصم اليهودى سحر النبى(ص) فى يثرب المدينة وقيل شهرا حتى كان يخيل إليه أنه يأتى النساء وهو لا يأتيهن)
(2) وجاء فى تنوير المقباس من تفسير إبن عباس مجلد 1 ص 398 فى تفسير سورتى المعوزتين ( نزلت هاتان السورتان فى شأن لبيد إبن الأعصم اليهودى الذى سحر النبى فقرأ النبى (ص) على سحرة ففرج الله عنه فكانما نشط من عقال)
(3) وجاء فى صفوة التفاسير للشيخ محمد على الصابونى المجلد الثالث ص 983 فى تفسير المعوذتين ( وسبب نزول المعوذتين قصة لبيد بن الأعصم الذى سحر رسول الله (ص) فى مشط ومشاطة وجف 0
(4) وجاء فى تفسير روح المعانى للأنوسى المجلد 15 الجزء 30 ص 326 ( عن عائشة (ر) قالت سحر رسول الله (ص) حتى أنه ليخيل إليه أنه فعل الشئ ولم يكن فعلة )

10_المسيح شفى الأعمى
{ وإقترب يسوع من أريحا , وكان رجل أعمى جالسا على جانب الطريق يستعطى فلما أحس بمرور الجموع سأل : " ما هذا ؟ " فأخبروه أن يسوع الناصرى يمر من هنا فصاح الأعمى: " يا يسوع إبن داود إرحمنى" فإنتهره السائرون فى المقدمة ليسكت لكنه صاح بصوت أعلى : " يإبن داود إرحمنى " فوقف يسوع وأمر بأن يقدموه إليه , فلما إقترب سأله: " ماذا تريد أن أعمل لك ؟ فأجابه : " أن أبصر ياسيد " فقال له يسوع : " أبصر إيمانك شفاك " فأبصر فى الحال وتبع يسوع وهو يحمد الله ولما رأى الشعب ما جرى مجدوا الله كلهم } ( لوقا 18: 35- 43)

10_محمد حول وجهه عن الأعمى
{ عبس وتولى أن جاءه الأعمى , وما يدريك لعله يزكى أو يدكر فتنفعه الذكرى . أما من إستغنى . فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى . وهو يخشى فأنت عنه تلهى } ( سورة عبس 80 : 10 }

11_المسيح نادى بشريعة الزوجة الواحدة
{ لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتحد بإمرأته , فيصير الإثنان جسدا واحدا , فلا يكونان إثنين بل جسداٌ واحدا , وما جمعة الله لا يفرقه إنسان } ( متى 19 : 5-6}

11_شريعة محمد تعدد الزوجات و زواج المتعة و حتى العلاقات خارج الزواج
{ وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فإنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع , فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم}
( سورة النساء 4: 3)

12_خيَر المسيح الناس فى قبوله أو رفضه
{ وأية مدينة دخلتم وما قبلكم أهلها , فأخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار العالق بأفدامنا من مدينتكم ننفضهلكم , ولكن إعلموا أن كلكوت الله إقترب } ( لوقا 10: 10- 11)

12_محمد أجبر الناس على قبول رسالته بالسيف
{قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخرة لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}(التوبة9: 39)

13_يسوع رسالته المحبه وخلاص الناس
{ لأن إبن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص } ( لوقا 9: 56)

13_محمد دعى لقتل الناس
قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسناٌ وإن تولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليماٌ }
( سورة الفتح 48 : 16)

14_المسيح هو الحياه والمسيحيون سيحيون
{ أنا هو القيامة والحياة , ومن آمن بى ولو مات فسيحيا } ( يوحنا 11: 25)

14_محمد والمسلمين سيموتون
{ لإنك ميت وإنهم ميتون}
(سورة الزمر 39)

لحياتك سلطان يدمر خطط العدو


لحياتك سلطان يدمر خطط العدوالرب أحبك حباً عجيباً
لقد تعجب داود من محبة الرب العجيبة له ورعايته واهتمامه به، وعبر عنها في كلمات هذا المزمور الشهير قائلاً "عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيعها.. لأنك أنت أقتنيتكليتي. نسجتني في بطن أمي.. عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً. لم تختف عنك عظامي يوم صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض. رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها. ما أكرم أفكارك يا الله عندي ما أكثر جملتها." (مز139: 6، 13-17). فهل، عزيزي القارئ، لمست كل هذه المحبة الإلهية قلبك أنت أيضاً وأدركت هذا الاهتمام الذي من الرب لك؟ وهل تشعر في أعماقك أنك شخص ثمين، غالٍ، محبوب ولك قيمة عظيمة في عيني الرب؟
يا لفيض هذا الحب العظيم إذ أحبني وأحبك حتى قبل أن نوجد! فأنت صناعة يده الماهرة. لقد نسج كل خلية في جسدك، رقم كل عظامك، رأى كل أعضائك بل عرفك باسمك وأعد خطة عظيمة لحياتك. إن الرب يراك شخصاً ثميناً، وله أفكار وخطط ثمينة جداً لحياتك.
فمَنْ هو الذي يشوه حياتك؟
أحبائي، الرب لا يخلق أو يصنع شيئاً خرباً، باطلاً أو بلا نفع، لهذا يقول "لم يخلقها باطلاً (حرفياُ خربة).." (إش45: 18). ولكن في قصة الخليقة يقول "وكانت الأرض خربة وخالية.." (تك1: 2)، فكيف يتفق هذا مع الرب الخالق المبدع؟! بالطبع لم يخلقها الرب خربة، وتوضح اللغات الأصلية هذا المعنى. فالترجمة الأدق تعني "وصارت الأرض خربة".. فكيف صارت خربة؟ لقد خلق الرب كل شيء رائع، صالح وحسن، ولكن إبليس هو الذي يعمل محاولاً تشويه عمل الله والخطة الإلهية، وهو الذي أفسد الأرض وخرَّبها عندما سقط من السماء.
عزيزي القارئ، بنفس الطريقة يحاول إبليس دائماً أن يفسد ويخرِّب الصورة والخطة الإلهية العظيمة المخصصة لك من الرب حتى قبل أن توجد. فللأسف، كثيراً ما يشوه إبليس هذا الحب الإلهي العظيم ويخدع الأذهان بأفكار كاذبة مثل الشعور بعدم القيمة.. والتوهان.. والحياة بلا هدف.
أريدك أن تدرك أن أي تشوه في حياتك، أو شخصيتك أو إرادتك ليس من عمل الرب بل هو عمل العدو إبليس. فالله خلق اَدم شخص رائع وعظيم، وقد أعطاه كل الامتيازات، ولكن ها هي الحية تدخل بمكرها لحياة اَدم وحواء لتفسد خطة الله، لتفسد العلاقة والتمتع الذي كان يحيا فيه اَدم مع الرب، فيفقد كل شيء ويصبح شخصاً خجلاً، خائفاً يتوارى من وجه الرب.
اعلن إيمانك
فالآن اعلن إيمانك أن يسوع أتى لينقض أعمال إبليس، ويعيد بناء ما هدمه وخربه العدو في حياتك "هادموك ومخربوك منك يخرجون.." (إش49: 17). لا تقبل أن يحطم إبليس حياتك، إمكانياتك وطاقاتك.. أنت شخص مدعو لحياة عظيمة في المسيح يسوع.

هل تشعر عزيزي القارئ أنك ضعيف أم قوي؟ هل تحيا منحنياً ومستسلماً لمقاومة إبليس لك أم عندك قوة لتسحق تلك المقاومة وتعبر من فوقها منتصراً بإلهك الحي؟ اسمع ما يقوله الروح القدس لك "لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأني إلهك.. إنه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك. يكون كلا شيء مخاصموك ويبيدون. تفتش على منازعيك ولا تجدهم. يكون محاربوك كلا شيء وكالعدم... لا تخف يا دودة يعقوب.. أنا أعينك يقول الرب.. هأنذا قد جعلتك نورجاً محدداً ذا أسنان. تدرس الجبال وتسحقها" (إش41: 10-15). لهذا هيا اعلن إيمانك أنك لن تعيش كدودة ضعيفة بل ستكون بالرب نورجاً قوياً تهزم مقاومة العدو وكل جبال يعوق بها العدو حياتك.
لقد غضب يسوع يوماً غضباً مقدساً (مر11: 15-17) وطرد كل باعة الحمام وقلب موائد الصيارفة لأن العدو كان يريد أن يخرب مقاصد الله من جهة الهيكل (بيت صلاة) ويلوثه بباعة حمام. لذا أرفض أنت أيضاً بإصرار كل محاولة من إبليس يريد أن يشوه بها حياتك. اغضب على العدو وأعلن أنك ستعيش في مشيئة الرب الناجحة القوية. لا تخف حتى وإن كنت تشعر أنك ضعيفاً مثل دودة، لإنك بالرب ستكون نورجاً محدداً جديداً تدرس الجبال وتدمر كل خطط شيطانية وستنتصر بالإيمان.
كن يقظاً
كثيراً ما تعرض رجال الله في الكتاب المقدس بعهديه لمعارك ومواجهات عنيفة مع إبليس لتعطيل خطط الله لهم. ولكن منهم مَنْ كان صاحياً ويقظاً مترقباً لخطط إبليس، مدركاً ومتمسكاً بوعود الله الثمينة للانتصار، فكان كالنورج الذي يحطم جبال العدو، ومنهم من استسلم للخداع فكان منشغلاً تائهاً بعيداً عن مشيئة الله، وكان كدودة ضعيفة أمام قوى الشيطان.
عزيزي القارئ، لنتأمل معاً كمثال في قصة خروج شعب الله من أرض بمصر واستخدام موسى في هذه الدعوة العظيمة، وسترى بوضوح كل محاولات العدو لإيذائه وتعطيل دعوته، ولكن سنرى أيضاً كيف صنع الرب منه نورجاً قوياً.
يقول الكتاب "وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيراً جداً وامتلأت الأرض منهم.. ثم قام ملك جديد على مصر.. فقال لشعبه هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا. هلم نحتال لهم لئلا ينموا.. فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقال.." (خر1: 7-11). نعم، ليفتح الرب ذهنك لتفهم أن فرعون ملك مصر هو الذي خاف من نمو شعب الله لذا دبر الخطط الشيطانية، الضغوط والأثقال لتعطيل نمو الشعب. لذا إن كان هناك إعاقات على نمو حياتك وإطلاق خطة الله لك، لا تستسلم بل أصرخ للرب لينقذك، وواجه بإيمان كل نشاط شيطاني ضدك.
أين موسى؟
كان للرب خطة خاصة وعظيمة جداً لحياة موسى، فالرب قد دعاه دعوة عظيمة وهي تحرير شعب الله من عبودية إبليس، ولهذا كانت محاولات العدو ومخططاته دائمة لإيذائه وتعطيل خطة الله في حياته. ومن يوم مولده تعرض موسى للمضايقات وخطط العدو لتدمير وتشويه حياته. فأمر فرعون بقتل كل الأولاد الذكور يوم مولدهم (خر1: 15-22 ؛ 2: 1-10) لكي يقتل موسى، ولكن الرب حفظه حتى كبر وبدأ يخرج لينظر في أثقال شعبه وإخوته. وهناك كان العدو قد دبر له فخاً جديداً "حدث في تلك الأيام لما كبر موسى أنه خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم. فرأى رجلاً مصرياً يضرب رجلاً عبرانياً من إخوته.. فقتل المصري وطمره في الرمل. ثم خرج في اليوم الثاني وإذا رجلان عبرانيان يتخاصمان. فقال للمذنب لماذا تضرب صاحبك. فقال مَنْ جعلك رئيساً وقاضياً علينا. أمفتكر أنت بقتلي كما قتلت المصري. فخاف موسى.. فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في أرض مديان" (خر2: 11-15).لقد قتل موسى رجلاً مصرياً، كما تعرض للشعور بالرفض من شعبه وإخوته. وخاف موسى أن يصل خبره لفرعون إذا رآه آخرون فهرب. هرب أربعين سنة بعيداً عن مكان الدعوة وخطة الله.. وكَمْ هي سنين طويلة عاشها تائهاً خارج مشيئة الله بلا رؤية أو هدف، وصار مجرد راع غنم، وربما نسي دعوته العظيمة وتكليف الله الذي كان يملأ قلبه. ولكن كان الرب هناك ليفسد خطة العدو ويحولها لخير موسى، فتحولت البرية إلى سنين من الإعداد، ومن رعاية الغنم كان الرب يعده ليرعى شعبه.
راع غنم أم إلهاً لفرعون
"وأما موسى فكان يرعى غنم.. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار.. فقال الرب إني قد رأيت مذلة شعبي.. سمعت صراخهم.. علمت أوجاعهم.. فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر. فقال موسى مَنْ أنا حتى أذهب إلى فرعون" (خر3: 1، 2، 6-11). بكل تأكيد، نجح إبليس أن يزرع في ذهن موسى أفكاراً سلبية غير حقيقية ليبعده تماماً خارج الخطة، ربما أقنعه أنه شخصية ضعيفة، مجرد راع غنم هارب من وجه فرعون، وربما كان يذكره دائماً بفشله القديم ورفض الشعب له. ولكن الرب أراد أن يعيد موسى إلى الدعوة ويرسله ليخلص به شعبه.. الرب يريد أن يرد له القيمة، الكرامة والخطة الإلهية التي سلبت منه أربعين سنة.
عزيزي القارئ أريدك أن تصلي ليكشف الرب لك بالروح القدس عن الصور والأفكار المشوهة التي نجح عدو الخير أن يملأ ذهنك بها عن حياتك، وأن ترفضها. يقول الكتاب "لأنه كما شعر في نفسه هكذا هو" (أم23: 7). فلا تصدق أكاذيب إبليس وتعيش بمقتضاها. لقد صدق موسى أنه راع غنم ورأى نفسه ضعيفاً وقال "مَنْ أنا حتى أذهب".
هيا، ثق في الرب حتى لو كنت مثل موسى ضعيف، لا يعرف أن يتكلم ولا يمتلك الإمكانيات ولكن، يا لعظم نعمة، محبة وقدرة إلهنا إذ تعامل مع موسى وأفكاره السلبية وخبرات الماضي وسلبياتها وحاصره حتى حرره تماماً وجدد دعوته! ثق أن الرب يريد أن يحررك أنت أيضاً من كل أفكار سلبية.
استخدم السلطان وواجه العدو
قال له الرب "إني أكون معك" (خر3: 12)، فالرب يشجع موسى أن يواجه فرعون ولكن بقوة الرب وليس بقدرة وقوة موسى الطبيعية. "فقال له الرب ما هذه في يدك. فقال عصا. فقال اطرحها إلى الأرض.. فصارت حية ثم قال الرب لموسى مد يدك وأمسك بذنبها.. فصارت عصا في يده." (خر4: 1-5).
عصا: رآها موسى بعينيه الطبيعية شيء بسيط وضعيف يستخدمها فقط ليرعى بها الغنم، ولكن الله يراها عصا السلطان والقوة التي سيستخدمها موسى ليكسر بها كل قيود إبليس. فموسى يملك الآن السلطان، فعندما سأله الرب أن يطرحها على الأرض صارت حية- وبعض الدراسات تقول أنها حية الكوبرا، وهي تلك التي كانت تكلل تاج فرعون مصر رمزاً للسلطان والمهابة- لهذا خاف منها موسى وهرب ولكن الرب قال له أن يمسكها من ذنبها، وهو أخطر جزء يمكن أن تمسكها منها. هنا أدرك موسى أنه يمتلك أيضاً السلطان المخيف لفرعون، بل ما هو أكثر من ذلك أن هذا السلطان ابتلع كل نشاط شيطاني صوب ضد موسى وشعب الله. "طرح هرون عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعباناً. فدعا فرعون أيضاً الحكماء والسحرة ففعل عرافو مصر أيضاً بسحرهم كذلك. طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين. ولكن عصا هرون ابتلعت عصيهم." (خر7: 8-12).
لقد كان الرب يُعلِّم موسى أنه يجب أن يستخدم سلطان الله لمواجهة العدو. إن النصرة من عند الرب ولكن علينا أن نمارس إيماننا ونستخدم سلطاننا ونواجه العدو ونقاومه، تماماً مثلما تحرك داود أيضاً بالإيمان ليواجه جليات قائلاً له ".. آتي إليك باسم رب الجنود.." (1صم 17: 45). نعم لم يعد لموسى الحق أن يحيا خائفاً مستسلماً كراع غنم هارب، بل عليه أن يدرك السلطان المعطى له كرجل الله عندما قال له الرب "أنا حعلتك إلهاً لفرعون" (خر7: 1)، ليواجه خطط العدو ويطلق الشعب في الحرية ويهزم عناد فرعون وسلطانه. عليه أن يمسك بالعصا ويجري ضربات حقيقية على فرعون ومملكته حتى تنكسر تماماً كل سلطة العدو.
هل تصدق أنك أنت أيضاً إلهاً لفرعون (خر7: 1)، لذا لا تخف من أي حروب أو خداعات من العدو أو من السحر لأن الرب يعطيك السلطان لتدمر كل قوى ونشاطات السحر والعرافة. بعصا السلطان سوف تصنع ضربات متتالية على إبليسوستطرد العدو من أمامك. هيا امسك العصا لتوقف كل تخريب وإيذاء من العدو لحياتك، ولا تسمح له أن يستمر يعطل أو يدمر في شخصيتك أو دعوتك ومستقبلك. نعم أعطاك الرب السلطان لتدمر أنت خطط العدو التي تقاومك.
أمسك بالعصا أينما ذهبت
لم يستخدم موسى العصا فقط لمواجهة فرعون ويأتي عليه بضربات، بل علمه الرب أن يستخدم هذه العصا وهذا السلطان في كل مواقف وتحديات الحياة. ففي مواجهة البحر الممتلىء دعاه أن يستخدم العصا "فقال الرب لموسى ما لك تصرخ إلىَّ. قل لبني إسرائيل أن يرحلوا. وأرفع أنت عصاك ومد يدك على البحر وشقه فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة." (خر14: 15-16).
وفي وقت العطش والجوع وفي وسط البرية أيضاً علمه الرب أن يستخدم العصا "فقال الرب لموسى "مُرْ قدام الشعب وخذ معك من شيوخ إسرائيل وعصاك التي ضربت بها النهر خذها في يدك وأذهب. ها أنا أقف أمامك هناك على الصخرةفتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب." (خر17: 5-6).
عزيزي القارئ، إن عصا موسى الملآنة بالسلطان لا تحطم فقط ذراع فرعون، بل تشق أيضاً البحر وتجعل فيه طريقاً يعبر فيه الشعب، وتفجر من الصخرة مياه تروي العطاش وسط الجفاف. قد ترى أمامك بحراً ملأناً من التحديات، المخاوف والظروف المعاندة، فأمسك بالعصا وأستخدم سلطانك في المسيح في كل أمور حياتك العملية وستنتصر في كل حروبك بالإيمان بسلطان الرب الذي لك. واسمع ما فعله موسى أيضاً في مواجهة عماليق "فقال موسى ليشوع انتخب لنا رجالاً واخرج حارب عماليق. وغداً أقف أنا على رأس التلة وعصا الله في يدي. ففعل يشوع.. وكان إذ رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب وإذا خفض يده أن عماليق يغلب." (خر17: 8-12). نعم ارفع العصا في السماويات وستهزم كل خطط العدو.
أخيراً يا أحبائي، أريد أن تدرك أياً كنت: طفل صغير، حدث، شاب، رجل، امرأة أو مبتدئ في العلاقة مع الرب منذ فترة قليلة، أنك لا تحتاج لإمكانيات بشرية ولكن لسلطان الله. اكسر الإعاقات المعطلة للبركة في حياتك بسلطان. شق كل غيوم روحية أتت على حياتك لفترات طويلة لتنطلق في دعوة الرب وخدمته بكل قوة وفرح في المسيح يسوع. لا تطرح عصاك بل أمسك بها وأرفعها بإيمان وسلطان في السماويات لتسحق مملكة الظلمة.

صلاة
آتي إليك يا رب بكل صور مشوهة في شخصيتي سمحت لإبليس بجهلي أن ينسجها في أعماقي
كل أفكار سلبية عن نفسي، كل صغر نفس وفشل، كل خوف وخنوع ملأ كياني
وأعلن إيماني أنه كما حفظت موسى، ستحميني، تشفيني وتحررني من أثار إيذاءات العدو في حياتي
ستملأنى بالقوة وسأمسك بعصا السلطان
لن أسبى ولن أخرج خارج الدعوة، وستستخدمني لتحرير مقيدين وإطلاق أسرى أحرار
أمين

ارتباك في ديانات العالم



«وَلَكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هَذَا الْخَتْمُ. يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ. وَلْيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي اسْمَ الْمَسِيحِ.» (تيموثاوس الثانية 19:2)





حتى في أيام الرسل كان هناك ارتباك في ديانات العالم. كان اثنان يعلّمان عقيدة غريبة وهي أن قيامة المؤمنين قد انتهت. تبدو هذه الفكرة جنونية لنا. لكنها كانت جدية بما فيه الكفاية لتقلب إيمان بعض الناس. يبرز السؤال الطبيعي، «هل كان هذان الشخصان مؤمنين حقيقيين؟»


وكثيراً ما نواجه هذا السؤال في أيامنا. ها رجل دين بارز ينكر الولادة العذراوية. مدرِّس في كلية اللاهوت يعلّم أن الكتاب المقدس يحتوي أخطاء عديدة. طالب في الجامعة يدّعي أن الخلاص بالنعمة بالإيمان لكن يتمسّك بالمحافظة على يوم السبت كضرورة للخلاص. رجل أعمال يخبر عن اختبار خلاصه لكنه يبقى عضوا في كنيسة تكرّم الرموز وتعلِّم أن الخلاص بالأسرار المقدسة، ويدّعي قائدها أنه معصوم عن الخطأ في شؤون الدين والأخلاق. هل هؤلاء مؤمنون حقيقيون؟


لنكون صريحين جداً، إن هناك حالات لا يمكننا التحديد بالضبط سواء كان الشخص مؤمناً حقيقياً أو مزيفاً. بين الصحيح والخطأ، بين الأسود والأبيض. هنالك منطقة رمادية لا يمكننا الجزم فيها. الله وحده يعلم.


الشيء الوحيد الأكيد في عالم الشكوك هو أساس الله. كل ما يبنيه ثابت وراسخ. وعلى هذا الأساس نُقِشَ شيئان. الواحد يمثِّل الجانب الإلهي والآخر الإنساني. الأول إعلان والآخر وصايا.


الجانب الإلهي يعني أن الله يعلم مَن هُم خاصّته. يعلم مَن هُم الذين ينتمون له حقيقة حتى ولو كانت أعمالهم ليست دائماً كما ينبغي أن تكون. من الجهة الأخرى يعرف عن كل تظاهر ورياء من طرف الذين يُظهرون الخارج وليس حقيقتهم المخفية. ربما لا يمكننا التمييز ما بين الخراف والجداء، لكن الله يستطيع ويُفرِّق.


أمّا الناحية البشرية فهي أن كل من يدعو باِسم الرب يسوع ينبغي أن يبتعد عن الإثم. وبهذا يبرهن الشخص حقيقة اعترافه. كل من يستمرّ في الخطية يخسر مصداقيّته فيما يختص بإدعائه أنه مؤمن.


هذا هو إذاً مصدرنا، عندما يصعبْ علينا الأمر التمييز ما بين الحنطة والزوان. الرب يعرف خاصته. كل الذين يدَّعون اٌلايمان يمكنهم أن يظهروا ذلك للآخرين عن طريق انفصالهم عن الخطية.

أنا شخص مسلم،





السؤال: أنا شخص مسلم، ما الذي يحثني علي أن أعتنق الديانة المسيحية؟


الجواب: أن من الأسباب الجديرة بالذكر فى العلاقة بين الأسلام والمسيحية هو ما تم ذكره القرآن عن يسوع . القرآن يذكر الآتي: أن الله سيرسل يسوع المسيح معضدا أياه بالروح القدس ( سورة 87:2) و أن الله قد عظم يسوع المسيح (سورة 253:2) وأن يسوع المسيح كان بلا خطيئة (سورة 46:3 ، 85:6 ، 19:19 ) وأن المسيح قد قام من بين الأموات (سورة 33:19-34) وأن الله قد أمر يسوع بتأسيس دينا (سورة 13:42) وأن المسيح قد صعد الى السماء ( 157:4-158) ونتيجة لذلك يجب على المسلم الحقيقي أن يتعرف على يسوع المسيح وأن يتبع تعاليمه (سورة 48:3-49).

أن تعاليم المسيح قد تم تسجيلها عن طريق تلاميذه، بتفصيل دقيق فى الأناجيل. (سورة 111:5) تقول أن التلاميذ قد أوحي لهم من الله أن يؤمنوا بيسوع وبرسالته. (سورة 6:61 و 14) وتصف السورة يسوع المسيح وتلاميذه بمساعدين لله . وكمساعدين لله فقد سجل تلاميذ المسيح تعاليمه بكل دقة. أن القرآن يحث المسلمين علي أن يطيعوا التوراه والأنجيل (سورة 44:5-48) . وبما أن المسيح بلا خطية فأن كل تعاليمه حقيقية. وان كان تلاميذ المسيح هم مساعدين لله فمن المؤكد انهم قد قاموا بتسجيل تعاليم المسيح بكل دقه.

و الله يدعوا المسلمين فى القرآن الكريم أن يدرسوا الكتاب المقدس. أن الله لن يعطي مثل تلك التعليمات للنبي محمد ان كانت تعاليم الكتاب المقدس محرفة. ذلك يدل علي أن النسخة المتوافرة في عصر النبي محمد من الكتاب المقدس كانت نسخة دقيقة وموثوق بها. ونحن نعلم أنه كان هناك نسخ من الكتاب المقدس موجودة قبل عصر النبي محمد بتقريبا 450 سنة. و بمقارنة أقدم النسخ فأن النسخ الموجودة من عصرالنبي محمد والنسخ الؤرخة حتي عصرنا هذا متطابقة فيما تقولة عن المسيح وعن تعاليمه. وذلك يثبت انه لا يوجد على الأطلاق أي دليل على أن الأنجيل محرف. لذلك يجب أن نعرف ونتأكد أن تعاليم المسيح صحيحه ومسجلة فى الأناجيل وأن الله قادر أن يحفظ صحة المكتوب في الأناجيل وتعاليمه للبشر.

ما هى بعض الأشياء التى دونتها الأناجيل عن يسوع المسيح؟ فى (يوحنا 6:14) يعلن المسيح "أنا هو الطريق والحق والحياة، لا يستطيع أحد أن يأتى لللآب الا بى" . لقد قال المسيح أنه الطريق الوحيد للوصول لله. فى متى 19:20 قال يسوع بأنه سيصلب وسيموت وسيقوم من الأموات فى اليوم الثالث. أن الأناجيل تسجل بوضوح كما قال يسوع وتنباْ عنه بالنسبة لحياته وموته (متى أصحاح 27-28، مرقس أصحاح 15-16 ، لوقا أصحاح 23-24 ويوحنا أصحاح 19-21) لماذا أراد المسيح أن يموت وهو نبي عظيم؟ لماذا سمح الله بذلك؟ قال يسوع بأنه لا يوجد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه (يوحنا 13:15) . ويوحنا 16:3 يقول أن الله قد أحبنا حتى أرسل يسوع المسيح ليموت بدلا عنا ويفدينا.

لماذا نحتاج أن يضع المسيح حياته فداء لنا؟ أن هذا هو مفتاح الخلاف بين المسيحيه والأسلام. أن الأسلام يعلمنا أن الله يحاسبنا وفقا لتفوق أعمال الخير التى نفعلها على أعمال الشر. المسيحية تعلمنا أنه لا يمكننا أن نمحى أعمال الشر بأعمال الخير . حتى لو كان ممكنا محي أعمال الشر بأعمال الخير فأن الله قدوس وهو لن يسمح أن يدخل لملكوت الله شخص خاطيء. أن الله كامل وهو لن يسمح ألا بالكمال. أن هذا يتركنا جميعا فى طريق مؤكد الى جهنم. أن قدسية الله تدعو الى محاسبة أبدية للخطية . لذلك كان لابد للمسيح أن يموت بدلا عنا.

وكما يعلم القرآن الكريم فأن يسوع المسيح بلا خطيئة. كيف يمكن لأي شخص أن يعيش على الأرض بدون خطيئة واحدة. أن هذا مستحيلا. كيف تمكن يسوع من ذلك؟ أن المسيح كان أكثر من مجرد شخص عادى. أن المسيح نفسه قال أنه واحد مع الله (يوحنا 30:10) أن المسيح أعلن أنه اله التوراة (يوحنا 58:8). أن الأناجيل تعلم بوضوح أن يسوع كان الها فى صورة أنسان (يوحنا 1:1 ، 14) أن الله يعلم بأننا جميعا قد أخطأنا ولا يمكننا دخول السماء. أن الله يعلم أن الطريق الوحيد للغفران هو أن ندفع ثمن خطايانا. أن الله يعلم أنه الوحيد الذى يستطيع أن أن يدفع هذا الثمن الغير محدود. لذلك تجسد الله و أخذ صورة أنسانا. أن يسوع المسيح عاش حياة بدون خطيئة (سورة 46:3 ، 85:6 ، 19:19) لقد علم الرساله الرائعة ومات لأجلنا ليدفع ثمن خطيئتنا. لقد فعل الله ذلك لأنه يحبنا ويريدنا أن نقضي الأبدية معه فى السماء.

ماذا يعني هذا لك؟ أن المسيح كان الكفارة المناسبة لخطايانا. أن الله يعرض على جميعنا الغفران والخلاص أذا تقبلنا ببساطه عطيته لنا (يوحنا 21:1) مؤمنين أن يسوع سيكون المخلص الذى وضع حياته لأجلنا - نحن أصدقاؤة. أذا وضعت ثقتك فى المسيح كمخلصك سيكون لك بكل تأكيد حياة أبدية فى السماء. أن الله سيغفر خطاياك ، سيطهر نفسك ، سيجدد روحك و سيعطى لك حياة هانئه فى هذا العالم وحياة أبدية فى العالم التالى. كيف يمكننا أن نرفض مثل تلك العطية العظيمة ؟ كيف يمكننا أن ندير ظهورنا للمسيح الذى أحبنا حتى بذل نفسه لأجلنا؟

أذا كنت غير متأكد بخصوص ما تؤمن به نحن ندعوك أن تردد هذه الصلاة الى الله " يا رب - ساعدنى لمعرفة الحقيقة ، ساعدنى لمعرفة الخطأ. ساعدنى لمعرفة الطريق الصحيح للخلاص. " أن الله لن يهمل مثل هذه الصلاة .

أذا أردت أتخاذ يسوع لمسيح كمخلصك الشخصي ببساطة تكلم مع الله، بالكلام أو صمتا ، قل له أنك تريد أن تقبل هبة الغفران من خلال يسوع. أذا أردت نموذجا لم ستقوله أقرأ التالى: " يا رب _ أشكرك لمحبتك لى . أشكرك لتقديم نفسك فداء عنى. أشكرك لتقديم الغفران والخلاص. أننى أقبل هبة الخلاص من خلال يسوع المسيح. أننى أثق فى المسيح كمخلصي الشخصي. أنى أحبك يا رب وأسلم نفسي اليك - آمين".

هل اتخذت قراراً بأن تتبع يسوع بسبب ما قرأته هنا؟ إن كان كذلك، من فضلك اضغط على الجملة الموجودة في نهاية الصفحة "قبلت المسيح اليوم".

كيف أتغلب على الخطيئة فى حياتى المسيحية؟







السؤال: كيف أتغلب على الخطيئة فى حياتى المسيحية؟

الجواب:
يذكرالكتاب المقدس المصادر المتوافره لدينا حتى نتغلب على الخطيئة:

1) الروح القدس: أن أحدى هبات الله لنا (كنيسته) أن نكون منتصرين فى حياتنا المسيحية بالروح القدس. أن الله يقارن عمل الجسد وثمار الروح فى غلاطية 16:5-25. فى هذه الآيات يطلب منا الله أن نسلك فى الروح . جميع المؤمنين لديهم الروح القدس ، ولكن هذه الآيات تقول لنا أننا يجب أن نسلك بالروح ، مسلمين لسلطانه. هذا يعنى أن نسلم حياتنا لمشيئة الروح القدس بدلا من أن نسلك بحسب الجسد.

أن التغيير الذى يستطيع الروح القدس أن يفعله فى حياة المؤمن يتمثل فيما حدث فى حياة بطرس، حيث أنه قبل أن يحل الروح القدس عليه كان قد أنكر يسوع ثلاث مرات بالرغم من قوله أن سيتبع يسوع حتى الموت. ولكن بعد امتلاؤه بالروح القدس تكلم بجسارة وبقوه مع اليهود عن المخلص.

أن الفرد يسلك فى الروح عندما لا يحاول أن "يضع غطاء" ليخبيء مواهب الروح "اطفاء الروح" كما ورد فى (تسالونيكى الاولي 19:5) على النقيض يسعى للملء بالروح القدس (أفسس 18:5-21). كيف يتم الملء بالروح القدس؟ أولا ، أن ذلك يتم بأختيار الله كما كان فى العهد القديم . لقد أختار الله أناس معينين ومواقف معينه فى العهد القديم ليملاء أناس قد تم أختيارهم ليتمموا عمله (تكوين 38:41 و خروج 3:31 وعدد 2:24 وصموئيل الاول 10:10 ...الخ). أنا أؤمن أن هناك دليل فى ( أفسس 18:5-21 و كولوسي 16:3 ) أن الله يختار ملء هؤلاء الذين يحرصون علي ملء أنفسهم بكلمه الله. ونجد أن نتيجة الامتلاء بالروح القدس تتشابه في الكثير من اصحاحات الكتاب المقدس. وهذا يأتى بنا الى المصدر الثانى.

2) كلمة الله: الكتاب المقدس - (تيموثاوس الثانيه 16:3-17) يقول أن الله قد أعطى لنا كلمته لكى يعدنا لكل عمل عظيم. ان الكتاب المقدس يعلمنا كيف نعيش وبماذا نؤمن، هو يكشف لنا الطريق الخاطىء الذى أخترناه ويساعدنا فى الرجوع الى الطريق الصحيح والبقاء فيه. عبرانيين 12:4 يقول أن كلمه الله حية وقوية وقادرة على دخول قلوبنا للوصول الى أعوص المشاكل التى لا تستطيع طبيعتنا البشريه التغلب عليها. أن كاتب المزامير يتكلم عن عن القوه المغيرة لحياته فى (مزمور 9:119 و 11 و 105) وبعض الاعداد الاخرى. يشوع يقول أن سر نجاحه فى التغلب على أعدائه (تشبيه بالحروب الروحية التى نمر بها) هو أنه لم ينسى هذا المصدر بل أنه كان يلهج في ناموس الرب نهارا وليلا. لقد نفذ يشوع أوامر الله حتي وان كانت هذه الأوامر لا تبدو كخطط حرب منطقية.

أننا نتعامل مع كلمة الله وكأنها شيئا اضافيا. فأننا نحمل كتبنا المقدسه الى الكنيسه أو أن نقراء جزء منه كل يوم ولكننا فشلنا فى حفظه في قلوبنا والاتكال عليه وأيجاد مواقف تنطبق على حياتنا الشخصيه فيه ، أو الاعتراف بالخطايا التى يذكرها، أو شكر الله على عطاياه المذكوره به. بل وأننا في بعض الاحيان نتناول من الكتاب المقدس كم قليل جدا يكفى بالكاد لأبقاءنا أحياء روحيا وذلك من خلال الأقتراب من كلمه الله عندما نذهب الى الكنيسه فقط (ولكننا لا نهضم قدر كافى من كلام الكتاب المقدس مما يجعلنا أصحاء روحيا) أو أننا نتناول الكثير من كلمة الله ولكننا لا نتأمل فيها وندرسها بالدرجه الكافيه التى تجعلنا نحصل على الغذاء الروحى اللازم لنمونا.

من المهم أنك أذا لم تكن تتبع نظام دراسة وقراءه الكتاب المقدس يوميا وحفظ بعض الاعداد التى تشعر بأن الروح القدس يستخدمها لتغيير حياتك أن تبداء بجعل هذه عاده يوميه لك. أنا أيضا أقترح أن تبداء فى كتابه ولو فقرة واحده يوميا توضح ما قد أستفدته روحيا من قراءة كل يوم. أننى أدون بعض الصلوات أحيانا وأطلب من الله فيها أن يساعدنى على التغيير فى النواحي التى تكلم الي فيها من خلال قرائتى اليوميه. أن الكتاب المقدس هو الوسيلة التى يستخدمها الروح القدس في توجيهنا فى حياتنا وفى حياة الآخرين. (أفسس 17:6) جزء حيوى ورئيسى عن سلاح الله الكامل الذى يمنحه الله لنا لمواجهة الحروب الروحية (أفسس 12:6-18).

3) الصلاة: أن هذا مصدر حيوى آخر أعطاه الله لنا. أن هذا المصدر يستخدم من قبل المسيحيين كترديد فقط وقلما يستخدمونه فعليا. أننا نقوم بعقد أجتماعات صلاة، أوقات للصلاة ...الخ . ولكننا لا نستخدم الصلاة كما أستخدمتها الكنيسة الأولي (أعمال الرسل 1:3 و 31:4 و 6:4 و 1:13-3 ...الخ ) . لقد ذكر بولس أنه قام بالصلاة للذين أساء معاملتهم. ولكننا لا نستخدم هذا المصدر المتاح لنا حتى لو كنا بمفردنا. ولكن الله قد أعطانا وعودا جميله بشأن الصلاة ( متى 7:7-11 و لوقا 23:6-27 و يوحنا الأولي 14:5-15). ومرة أخرى يذكر بولس الصلاة فى الفقرة الخاصه بالأعداد للحرب الروحية (أفسس 18:6) .

هل الصلاة مهمة ؟ عندما تنظر مرة أخرى الى بطرس تجد كلمات الله له فى حديقه جثيمانى قبل أنكار بطرس. هناك ، عندما كان يسوع يصلي ، كان بطرس نائما. يقوم يسوع بأيقاظ بطرس من النوم قائلا " أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف " (متى 41:26) . أنت مثل بطرس تريد فعل الصواب ولكنك لا تجد القوة. يجب أن نتبع وصية الله فى أن نستمر فى الطلب ، نستمر فى القرع ، نستمر فى السؤال وهو سيعطينا القوة التى نريدها ( متى 7:7) ولكن يجب أن يصبح هذا المصدر أكثر من مجرد ترديد بالشفاه.

أنا لا أقول أن الصلاه سحريه. أنها ليست كذلك. أن الله عظيم. أن الصلاة هى عبارة عن أدراك محدوديتنا وأدراك قوة الله التى لا تفنى واللجوء له لأيجاد القوة التى نريدها لعمل مشيئته وليست مشيئتنا ( يوحنا الأولى 14:5-15).

4) الكنيسة: أننا نتجاهل هذا المصدر الأخير. عندما أرسل الله تلاميذه أرسل كل أثنين منهم سويا (متى 10:1). عندما نقرأ عن رحلة التبشير فى أعمال الرسل لم يذهبوا كل واحد بمفرده ولكنهم ذهبوا فى مجموعات مكونه من أثنين أو أكثر. قال يسوع لو أجتمع أثنان أو أكثر بأسمى فهناك أكون فى وسطهم (متى 20:18) أنه يأمرنا ألا نترك أجتماعنا معا كما فعل البعض ولكن أستغلال هذا الوقت فى تشجيع بعضنا بعضا فى المحبة والاعمال الحسنة (عبرانيين 24:10-25). أنه يقول لنا أن نعترف بخطايانا كل للآخر(يعقوب 16:5). فى الكتابه الحكيمه للعهد القديم " الحديد بالحديد يحدد، والانسان يحدد وجه صاحبه" (أمثال 17:27) . " الخيط المثلوث لا ينقطع ". ففي الاتحاد قوة (جامعه 11:4-12).

أن بعض الناس الذين أعرفهم قد وجدوا أخوة أو أخوات فى المسيح يجتمعون معهم أو يتصلون بهم ويتحدثون عن حياتهم كمسيحيين وعن الصعوبات التى واجهتهم ...الخ. أنهم يصلون لأجل بعضهم البعض ويكونون مسؤولين أمام بعضهم الآخر لأظهار كلمة الله فى جميع علاقاتهم ...الخ.

فى بعض الأحيان يحدث التغيير سريعا ، فى البعض الآخر يحدث ببطء. ولكن الله قد وعدنا أنه لو أستخدمنا كل المصادر التى أتاحها لنا فأنه سيحدث تغييرا فى حياتنا. أثبت فى أيمانك عالما أن الله سيحقق جميع وعوده.

أيوب بار في عيني نفسه - مَن هو ايوب؟



مع أن الرّب تحدّث عن خلق العالم والانسان في اصحاح واحد، لكنه تحدّث بالتفصيل عن ايوب في ٤٢ اصحاح! لماذا يا تُرى!؟ ما القصد وماذا ننتفع من ذلك؟

كلّ ما كُتب، كُتِب:

١- لنتعلّم دروس روحية
٢- لينذرنا الكتاب من أمور سيّئة
٣- مثال لنا، لاننا سنجتاز بشيء مماثل
٤- لنحصل منه على تعزية ورجاء ١كو ١٠/ رو١٥


مَن هو ايوب؟

عاش ايوب في عوص شمال الجزيرة العربية في فترة قبل موسى. ويشهد الوحي المقدّس عن ايوب ثلاث مرّات انّه كامل ومستقيم، يتّقي الله ويحيد عن الشر وليس أحد مثله في جيله...


ماذا حدث؟

خسِر ايوب كلّ أملاكه في يومٍ واحد في اربع ضربات قاسية ومتتالية.. خسر الغنم والبقر والأتن والجمال والغلمان، ومات أولاد ايوب العشرة في ضربة واحدة، ثم خسر صحته وضُرب بقرحٍ رديء في كل جسمه، فابتعد عنه الجميع، الاهل والاصدقاء والجيران ورفضه حتى عبيده!، وأخيراً أتوا ثلاثة من اصحابه ليعزّوه، فسكتوا سبعة أيام دون كلمة تعزية او تشجيع، عندها يئس أيوب وسبّ يوم ولادته وتمنّى موته. لكنه أصحابه فتحوا أفواههم أخيراً وبدأوا بكلام التوبيخ والإدانة القاسية، فلم يعرفوا كيف يغيثوا المُعيي بكلمة (أش ٥٠: ٤)... مع انهم تكلّموا ثمان مرات في تسعة اصحاحات، فلم ينطقوا بكلمة تشجيع أو تعزية أو بنيان أو توضيح!... كل هذا جعل أيوب يجتاز في صراع مرير بسبب كل ما حدث مندهشاً، ماذا يحدث؟ لماذا يصمت الله في أزمنة الضيق؟ لماذا تنجح ألاشرار أما البار فيبليه الله بمصائب لا تحصى؟ لماذا أصابه هذا رغم كل ما عمل من صلاح وإعانة وتضحية وبِرّ وحيَدان عن الشر؟!. وتمنّى أيوب أن يكلّم الله ويناقشه ويفهم عمّا يحدث! وهاج لمّا لم يجد أحداً يفتح عينيه ويقنعه بعدل الله ومحبته!..
"ولما تمّت أقوال ايوب" أي بعدما تساءل اكثر من خمسين سؤالاً بسبب ألمه وضيقه، بعد أن نطق وزفر بكل ما أراد في عشرين إصحاح مشحونة بالاحتجاج والاستفهام، تكلّم بكل ما في قلبه وأنهى كلامه وانتهى ايضاً كلام أصحابه الباطل، عندها تكلّم اليهو بكلام الرب ثم أجاب الرب نفسه أيوب، وعرف ايوب عظمة الرب وصغره هو...


لماذا كل هذا!!!

رأى الشيطان ايوب كاملاً وبارّاً ومستقيماً وليس مثله بين الناس فاستشاط غضباً ولم يهدأ لأن إنسان من تراب أضعف منه، يقبله الله ويُسرّ قلب الله. وأزعج الشيطان أيضاً أن إنساناً غير غائص في الشر بل في انسجام مع الله القدير... ووظيفة إبليس الأساسية هي هدْم عمَل الله وفصْل الانسان عن الله وتخريب وإزالة كل ما يُرضي الله، والشيطان يجول كأسد لبتلع كل فريسة ما زالت حيّة لله وغير ميّته بالذنوب والخطايا.
ووجد الشرير شكوى ضد أيوب، وأسرع الى الله العادل المُحبّ للانسان الذي حتى الآن بنعمته وعدله وكماله، لم يسحق إبليس وأعوانه، بل ما زال يسمع شكواه السامّة ضد. وقال " ايها الاله العادل، إن أيوب يتّقيك ويؤمن بك ويحيد عن الشر ويرضيك لانه غنيّ ولا يحتاج الى شيء، فلو كان بدون أملاك ونزعت منه ثروته، لرفض الايمان وكفر وفعل الشرّ وابتعد عنك.

ما العجيب اذا كان الذي ينجح بالحياة ويتمتّع بالصحة والثروة، أن يؤمن بك ويتّقيك!. انزع منه هذه، فيجدّف عليك في وجهك"..
وظنّ الشيطان أن الله العادل البار سيجيب على هذه القضية وظنّ الخصم أنّه سينجح في استغلال عدل الله ليضرب عبيد الرب. واعتقد أنه إن جرّد ايوب من أملاكه وجاهه، سيجعله ذلك حتماً يرفض الله ولا يؤمن به، وادّعى ان الانسان يؤمن بالله عندما يكون عنده كل شيء واتّهم الله ان ايمان البشر به ليس حقيقياً ولا أصيلاً..

وهنا أراد الله أن يُسكت العدوّ والخصم لا بإبادته بنفخة فمه بل بالاقناع والبرهان العملي. وأعطت شكوى ابليس الله المجال ليُثبت أن ايوب بالذات وأن أيّ إنسان آخر يمكن أن يؤمن بالله ويتّقيه حتى ولو جُرّد من الاملاك والبيت والصحة ولم يبقَ له شيء!.. وكأن الله يقول "سأُثبِت لك ايها الشرير وسترى أن الانسان يؤمن بي حتى ولو نزعتَ منه كل سند، وهاك أمثلة: ايوب، الانسان يسوع وبولس وداود ويوسف ودانيال وآخرون كثيرون. ونتساءل مندهشين، كيف يقبل الله القدير أن يحتمل الشيطان ويصغي الى شكواه؟!!.
ما أعجب رحمة الله وعدله واستقامة أفكاره!...
ولكن أليسَ ظُلماً أن تتحوّل المعركة بين الشيطان والله الى داخل حياة أيوب!؟، أ ليسَ ظُلماً أن يكون أيوب المتّقي الله، ضحية أفكار الشرير؟، وكيف يسمح الله المُحب بذالك؟ لماذا لا يمنع الله المصائب ولا يرفض شكوى العدو ويدافع عن عبده البار؟، لماذا تقاسي الابرار وتعاني بينما تزهو الاشرار وتزدهر؟..
إن الله ليس ظالماً ولا مُجحفاً وليس عاجزاً بل هو قدير ومُحبّ لأولاده وعادل وحكيم، فيسمع شكوى الشرير على عبيده ويرفضها ويدافع عنهم ولا يتخلّى عنهم، لكنّ الله رأى أيوب رغم تقواه وبرّه وحيَدانه عن الشر، رآه بارّاًَ في عينيّ نفسه ومملوءاً ومشبَعاً بذاته ومتشبّثاً بصلاحه هو ظاناً أن الله مثله، مما أبعده عن الله. فقلبه كان بعيداً عن الرب بسبب إنشغاله بذاته، لذلك أراد الرب أن يُخرِج من الجافي حلاوة، وقصد رغم خُبث ابليس، أن يَخرج أيوب أكثر قرباً لله... وسيُزكّي أيوب أكثر أمام الجميع...
كان أيوب بارّاً عملياً أمام الناس وشهد الله عن ذلك، فحاد عن الشر والظُلم، لكن إنشغاله ببرّه الذّاتي أبعده عن الرب وأعطى ثغرة لشكوى العدو وأعطى مكاناً لإبليس... وأراد الله سدّ هذه الثغرة وسدّ فم ابليس في هذا المجال الى الابد .. فقد إعتاد أيوب أن يقدّم الذبائح عن أولاده قائلاً لعلّهم أخطأوا (١: ٥)، لكنه لم يفطن أبداً أن يقدّم عن نفسه أيّة ذبيحة لانه بارّ في عينيّ نفسه. وليس أمر سهل إقناع أيوب بمشكلته، المشكلة لم تكن ما فعله أيوب بل ما هو بطبيعته وقلبه، لذا احتاج الرب الى تكسير الذات وتحطيم الارادة الذاتية، فضرب أيوب في ثلاثة مجالات:
١- أملاكه وأمواله، لكن أيوب لم يتزعزع بل قبلها وتحمّل.
٢- أولاده وعائلته، لكنه بقي صلب الذات وصابر
٣- صحته وجسده مما شعر بشبح الموت، لكنه لم ينكسر .
لكن إساءة فهم أصحابه له كسرت قلبه، واتّهاماتهم له وجهلهم، أتعباه جداً، فاجتاز أيوب تجربة نفسيّة أليمة، رافقتها الحيرة واليأس والتساؤلات والتعجّب، والله القدير لا يحرّك ساكناً!، ليس لانه لا يبالي بآلام عبده او أنه لا يقدر أن يتفهّم تجربة عبده بل تركه الله الى حين، الى أن يُخضع أيوب إرادته ويكتشف أنه حتى السموات ليست بطاهرة في عينيّ الله القدوس(١٥: ١٥)، هوذا عبيده لا يأتمنهم والى ملائكته ينسب حماقة (٤: ١٨) وأن الانسان فاسد ومكروه ويشرب الاثم كالماء (١٥: ١٦)، وأن قلب الانسان نجس وأخدع من كل شيء (ار ١٧: ٩) يوهمنا، رغم نجاسته، أنه طاهر، وقصده طيّب متكّلاً على الادّعاء بالاعمال صالحة... ولم يتدخّل الله الا عندما تمّت أقوال أيوب (٣١: ٤٠) وكفّ أصحابه عن الكلام، حين كفّ الجميع عن الانسان لانه مَن هو الانسان (اش ٢: ٢٢/ مز ٤٥: ١٠).

واجه الله ايوب متجرّداً من كل شيء، وفحص أيوب نفسه في نور الله، فعرف قلبه وذاته، ومن خلال كربته ومصيبته العظيمة، ذاب قلبه المنتفخ وانكسرت إرادته وضاع برّه أمام قداسة الله وعرف حقارته لانه انسان مخلوق، ما أصغره! حتى أمام المخلوقات (اي٤١)، فكيف أمام الله القدير!!.
سحقه الله، لكنه حاول أن يحتمل ويتجلّد فلم يستطع، لان الله أجازه في التنور ورفع درجة الحرّ والضغط حتى ذاب الذهب وانصهر (ملا ٣: ٣/ مز ٦٦: ١١)، فظهر الزغل وصفّاه الخزّاف الأعظم (ار ١٨)...
مَن هو الانسان حتى يجلس الرب بصبر ويصفّيه من كل ذات (ملا ٣: ٣) ويمتحنه كل لحظة!. طلب أيوب من الله أن يتركه ويدعه وشأنه أو يميته أو يناقشه، لكن الرب علم ما هو فاعل، عرف الداء والدواء والعلاج لقلب أيوب وقالبه والمدة الكافية لأصاغة وصقل عبده الذي أحبّه وافتخر به، أدخل أيوب الى التنّور وأخرجه في اللحظة المناسبة...
لكن ايوب انشغل باعماله الصالحة وعدّدها كل يوم، واتّهم الله بانه يستذنبه، ثم تذكّر ماضيه الباهر ومضغ كرامته قبل مصيبته وقال: " يا ليتني كما في الشهور السالفة!" (اي ٢٩)، وتفكّر في كيف احترمه الجميع وأكرمه الكل وطوّبه الشيوخ والغلمان، وكم مِن صلاح عمل! حين أنقذ المسكين وأعان الاعمى والاعرج والفقير، حتى قال لبست البِرّ فكساني (٢٩) لكنه سرعان ما تذكّر انه قد فقد كل هذا ! (٣٠) فرثى نفسه وبكى حالته وندب لأن صار أغنية للاخرين وعار، يحتقره حتى العبيد والإماء... ولم يصدّق كيف هوى في لحظة من المجد والكرامة الى الهوان والحضيض، ولم يجد مَن يعزّيه ومّن يبكي لحاله بل تعِب وضجر حتى مِن أصحابه!...
ثم توجّه الى أعماق قلبه وناجى وفحص ذاته (٣١) وغربل أفعاله، محاولاً دائماً أن يُثبت أن أعماله كاملة، كلها خير. لكنه رفض ان يفكّر لحظة، ليس بما فعل، بل بما يوجد في قلبه من كبرياء واعتداد بالنفس وشعور انه مثل الله العظيم!. لم يعرف أن الله أعظم ممّا نفكّر به وأقدس مما نستطيع ان نتصوّره...
غضب الرب على اصحاب ايوب لأنهم ضيّقو الفكر وقساة القلب، وبسبب جهلهم، حكموا ظُلماً أن ايوب لا بدّ أنه مخطىء في امر ما، ومذنب في جهة ما ويحاول أن يخفي ذنبه فأدّبه الرب (٤: ٨- ١٥: ٩) ولم يريدوا أن يفكّروا بعُمْق للحظة، ورفضوا ان يصغوا لكي يعرفوا ما يجري او يعترفوا انهم امام حالة لا يعرفون تشخيصها لانهم لم يكونوا صادقين أمام الرب. أما ايوب فمع أنه نطقَ بما لم يفهم وتمادى في حكمه وحكَمَ بما هو اعظم منه، الا أنه كان صادقاً شفافا ينطق بما يرى ويشعر ويعتقد، ورفض التملّق والادّعاء، مما جعل الرب يدعوه "عبدي" ستّ مرّات(١: ٨/ ٢: ٣/٨، ٤٢: ٧).
بعدما فشلَ أصحابه ورفضوا أن يغيّروا رؤيتهم للأمور ويرونها من زاوية أخرى، تدخّل اليهو الشاب وتحدّث في ستّة اصحاحات عن كبرياء مَن يدّعي أنه بري بلا ذنب ولا اثم (٣٣: ٩)، وتكلّم ووضّح بنعمة أن الله يتكلّم مع الانسان، والانسان لا ينتبه ولا يُلاحظ ان الله هو الذي يتكلّم مع الانسان من خلال كلمته ومن خلال الوجع والالم والضيق والوحدة حتى يحوّل الانسان عن عمله ويكتم الكبرياء عنه(ص٣٣) حتى تكره نفسه حياته وتعيا روحه فيه، وعندما تنسحق ذات الانسان، يترأف الرب عليه ويطلقه وينجّيه من العذاب الابدي أوّلاً، ومِن حياة التعب والشقاء والبُعد عن الله.
ثم تحدّث اليهو عن الانسان الذي يشرب الهزء كالماء، وكله ذنوب، وعن الله الذي لا يظلم أحداً ولا يعوّج القضاء أبداً (٣٤: ١٠) وانه عادل؟، فالاشرار لن ينجحوا في الشر حتى ولو نجحوا قليلاً (٣٤: ٢٠)، ثم شرح لايوب مدى موقفه الذي أخطأ الرؤية والتحليل وكأنّ الله ينتفع من أعمال الانسان، وأخيراً كشف أليهو عن تسامي وعظمة الله في الحكم، وعن حكمته التي لا تستقصى ولا يدركها بشَرٌ بل علينا مخافته ورهبته.
نُخِس أيوب في قلبه عندما أنصت الى كلام اليهو المُقنِع، مما اصبح مستعداً لسماع كلام الرب نفسه الذي تكلّم مع ايوب بجلال عظيم.... كان ايوب قد تساءل حوالي خمسين سؤالاً في عشرين اصحاح، وهنا يسأله
الرب ايضاً خمسين سؤالاً في أربعة اصحاحات. سأله عن الطبيعة والحيوان والنبات أسئلة جعلت ايوب يشعر بعجزه ومحدوديته وخِزْي حكمته. سأله الرب عن ألغاز البحر والصُبح والموت والنور والطلمة والمطر والفضاء والحيوان، فرأى ايوب حقارته أمام الطبيعة وكأن الله يقول لأيوب اذا كنت حقيراً امام خليقتي، فكم تكون أمامي، واذا كنت لا تجيب بعض الاسئلة عن جزء من الخليقة، فهل تقدر أن تدرك الخالق العظيم؟!.. واذا كنت لا تعرف اسرار الطبيعة المحدودة، فكيف تفهم طرق الله القدير...؟!! أقنع الرب ايوب بكلام قليل فيما عجز عن ذلك اصحابه في كلام كثير وجدال مطوّل في تسعة اصحاحات! ... لكن الرب أجابه بكل نعمة وتنازُل، عندها اجاب ايوب لأوّل مرّة : " ها أنا حقير فماذا اجاوبك ؟" (٤٠: ٤). لكن الرب تابع وقال لأيوب: " خُذْ انت مكاني، والبِسْ الجلال وذلِّلْ كل متعظّم" (٤٠: ١٠)، هل يستطيع ايوب الذي نطق بكلام كثير، أن يحكم الكون لحظات؟ وهل يقدر ان يدين بالعدل؟، أدرك ايوب انه لم يقدر ايوب ان يتسلّط حتى على الحيوان يوماً واحداً!..


ماذا تعلّم ايوب:

"مَن مثل الرب معلّماً؟!" (٣٦: ٢٢). أن الرب هو المعلّم وليس مثله معلّم صبور محب وحكيم. جعل الرب ايوب يتعلّم جيّداً ويقتنع كليّاً من خلال المعاملات المتنوعة، هذه الدروس الثمينة :
1- ان الرب يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه شيء، اما الانسان فعاجز وحقير امام الرب.
2- ان الله عادل وبار في قضاءه وحكيم بما يفعل (٤٢: ٣).
3- عرف ايوب انه نطق بما لم يفهم، بأمور أسمى منه، وافترى على ما يجهل وظنّ انه يعرف كل شيء كالله.
4- بدأ يكون مستعدّاً أن يسأل ويتعلّم، ليس كما كان قبلاً "بعد كلامي لا يثنوا" (٢٩: ٢٢).
5- كان يعرف الله من بعيد ويسمع عن الله، اما الان فعرفه عن قُرْب. شعر به وعرف عظمته وعدله ونعمته وطول اناته على البشر وحكمته وقدرته...
6- رفض ايوب نفسه ومقت ذاته وأدانها وأنكرها، وانسحقت ارادته وخضع لله ووضع وجهه في التراب بسبب إدراك حقارته.
رفّع الرب ايوب وأظهر له نعمة خاصة ومكّن له المحبّة ووبّخ اصحابه وأعلمهم أن ايوب نفسه سيصلي لأجلهم حتى يرضى عنهم الرب ودعاه "عبده" أربع مرّات. ردّ الرب سبْيه وأعطاه ضِعْفاً مِن كل ما كان عنده. لم يتعلّم أيوب عظمة الرب فقط بل حنانه ونعمته ومكافآته لعبيده وعاش ايوب بعد هذا ١٤٠ سنة....
فعوّضَ له الرب عن كل شيء بالاضافة الى دروس ثمينة وأصبح مثالاً لنا. من قصّته، نحصل على التعزية والصبر لاننا نرى النهاية منذ البداية...


ما هي الدروس لنا من سفر ايوب؟

" كل ما سبَقَ فكُتب، كُتِب لأجل تعليمنا "(رو ١٥: ٤)
"هذه الأمور حدثت مثالاً لنا ... وكُتبت لإنذارنا نحن" ١كو ١٠: ١١) "سمعتم بصبر ايوب ورأيتم عاقبة الرب، لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف" (يع ٥: ١١)
ويقول الرب : "إن سكبتُ غضبي على الارض ... وفي وسطها نوح ودانيال وايوب فلا يُخلّصون ابناً ولا ابنة، انّما يخلّصون انفسهم ببِرّهم" (حزقيال ١4: ١٤، ٢٠)
إنّ سِفْر ايوب الذي يحتوي على ٤٢ اصحاح مليء بالدروس العملية لنا نحن اليوم.. ان بعض النقاط الاساسية التي نأخذها اليوم هي أوّلاً أن الرب يرفض العلاقة الشكلية معه، فلا قيمة للاقتراب الى الرب بالشفتين فقط بينما القلب بعيداً عن الرب. ولا يُبعد قلوبنا عن قلب الرب الا الكبرياء الروحي والاعتداد بالنفس والشعور بالبِرّ الذاتي والاتّكال على أعمال ومواقف اجتزناها في الماضي... والقلب المنتفخ يعطي مكاناً لإبليس في حياتنا، فيحتاح الرب بسبب محبته ونعمته أن يتعامل معنا وأن يُجيزنا في فحص ذاتي أليم حتى نرفض ذواتنا ونصرخ قائلين "ويحي انا الانسان الشقيّ ". لكن الرب يبدأ بهذا، عندما نطلب التكريس ونريد ان يستخدمنا ونصلّي لكي ينقّينا، عندها يجلس بعد أن يُدخلنا الى التنّور الملتهب كالذهب فيصفّينا، وهدفه الاساسي أن نكون مقرَّبين للرب ومَرْضيين لديه (ملاخي ٣: ٣).
يا لصدمة مؤمن يظنّ ويتوهّم انه مَرْضيّ أمام الرب، واذا فحص ذاته، وجدها بلا ذنب! ... يا لوهم مَن يمتحن نفسه، فيخرج منتفخاً معتدّاً بذاته... لذا قال الرسول بولس "لست أشعر بشيء في ذاتي. لكنني لست بذلك مبرّراً. ولكن الذي يحكم فيّ هو الرب" (١ كو ٤: ٤). وقال أيضاً "لست احسب نفسي اني قد ادركت "(في ٣: ١٣)، ويعقوب الرسول يقول "في أشياء كثيرة، نعثر (او نسقط او نفشل) جميعنا" (يع ٣: ٢). وداود النبي يقول " قريب هو الرب مِن المنكسري القلوب" (مز ٣٤: ١٨) والنبي اشعياء يعلن ان "العليّ يسكن مع المنسحق والمتواضع الروح" (اش ٥٧: ١٥). اما الحكيم في عيني نفسه والبارّ في حكم ذاته الذي لسان حاله يقول "قِفْ عندك، لا تدْنُ منّي لأني أقدس منك" (اش ٦٥: ٥). فمثل هذا يكون مزعج للرب كالدخان في الأنف.. أناس يعدّدون دائماً حسناتهم وأعمالهم وتضحياتهم، هؤلاء لن يفرحون أبداً لانهم يشعرون ان الله العظيم مديون لهم! (لوقا ١٥: ٢٨، ١٨: ١١).
لكن عندما نقرأ ما حدث لأيوب، تزداد ثقتنا بأن كل ما يحدث في حياتنا من صعوبات عائلية ومادية وصحيّة أو اتّهامات وإساءات، كل هذه هي يد الرب المُحبّ التي ثُقبت لأجلنا الذي لم يُشفق الآب عليه بل بذله لاجلنا!. هل عندنا يقين ان كل ما يحدث هو من الرب وللرب قصد خير في ذلك لنا ؟. (مز ٣٩: ٩). وهل نعلم حقّاً أنّ كل الامور – بضمنها القاسية ايضاً – تعمل معاً للخير؟ (رو ٨: ٢٨)، وهل نأخذ هذه الامور كلّها مِن يد الآب المحب؟. هو يَجرَح وهو يعصب أيضاً (ايوب (٥: ١٨)، وهو يتضايق في ضيقنا (اش ٦٣: ٩)، فانه، ولو أَحزن، يرحم حسب كثرة مراحمه، لأنه لا يذلّ من قلبه" (مراثي ٣: ٣٣)، فهو كالأم الحنون التي لكي تُخرج الشوكة مِن اصبع ابنها، تحتاج أن تُؤلمه قليلاً وتدمع عيناها لأنها تحبّه وتفكّر في راحته وتتألّم لألمه.
إن الرب يعرف أن فينا شوكة، هي الذات، الأنا، او الإرادة الذاتية وهي سبب تعبنا وحزننا وابتعاد قلوبنا عن الرب وجهلنا به.. مهم أن تكون مبرّراً تعمل الصلاح لكن الأهمّ هو أن تكون قريباً من الرب قد تعرّفت على قلبه العظيم الحنّان... هل يتركنا الرب معذّبين بسبب الذات؟. إن الذّات كالأوساخ في الذهب، وكالصخرة في الوادي الجاري والغشاوة في العين والقيود في الرجلين.... لنَخضع تحت يده ولا نقاوم عمله، لنهدأ ونثق أنه يعرف ما يفعل، وهو يرى النهاية قبل البداية... لماذا تثق بالطبيب، فتغمض عينيك وتهدأ، واثقاً أنه يعرف ما يفعل ويريد فائدتك، بينما الطبيب العظيم المُحب الذي مات لأجلك وأُهين بسببك، فلا تهدأ بين يديه بل تفتح عينيك فتجولان قلقاً؟!. لنسلّم ذواتنا ليديه المثقوبتين. لنفرح بالضيق، لنكن ذبيحة بين يديه فنحيا. اذا كنا نتوق أن نرى الرب في حياتنا ويعلن ذاته لنا ونتمتّع بالشركة معه، فهو يتوق أكثر.. لكن هنالك طريق واحد يؤدي الى ذلك... "إن لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فهي تبقى وحدها.. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يو١٢: ٢١، ٢٤). انها طريق التنازل عن الارادة الذاتية، سقوط الذات ودفنها وإخفاءها كلياً وسحقها بعوامل الطبيعة فتكون مثمرة، ولا يجعلنا نقبل ذلك برضى الا يسوع الذي وهو الله نزل ومات ودُفن وأخلى نفسه وكأنه انتهى، لكنه قام واتى بثمر كثير....
نتعلّم من ايوب أن ما نجتازه في هذا العالم من ضيق وألم وسحق للذات، سيجمع لنا أمجاداً أبدية تشبع قلوبنا الى الابد (اي ٤٢: ١٦، ١٧ – ٢ كو ٤: ١٧) مع ان الرب سيفتقدنا عند الضيق، ويعوّض لنا كل السنين التي أكلها الجراد" (يوئيل ٢: ٢٥) (الضيقات ومعاملات الله) وضاعت كأنها سدى..
لنذكر أننا تراب وأننا بلا قيمة لولا نعمة الله التي افتقدنا ورفعتنا الى الامجاد، لنبقي وجوهنا في التراب بانكسار، وقلوبنا في الامجاد قريبة من الرب وعيوننا مثبّتة على الفادي الرب وحده.. وكجماعة ايضاً، ستبقى يد الرب ممدودة علينا والضغط من كل جانب (اشعيا ٥: ٢٥ – ٩: ١٢ ١٧، ١٠: ٤، عاموس ٤: ٦) حتى نكفّ كليّاً عن الانسان ويوضع تشامخ الانسان وتُخفَض رِفعة الناس ويسمو الرب وحده (اش ٢: ١٢، ١٧، ٢٢). إن يد الرب على كل بارّ في عينَي نفسه وعلى كل متعظّم القلب ليذلله، كفرد وكجماعة، كمؤمن وغير مؤمن.. حتى يعلم الجميع ان الرب هو وحده صاحب السلطان، وبالنعمة يقبل البشر، ولا فضل لبشر مهما كان او فعل ... بَطُلَ الافتخار!. واذا كان الله لم يشفق على ابنه الحبيب، فهل يشفق على انسان يفتخر امامه؟!.اذا آمنا فليس لنا فضل، لانه ليس من اعمال كيلا يفتخر احد والايمان هو عطية الله، واذا خدمنا فليس لنا فضل، لاننا لا ننفع لشيء (لو ١٧: ٩، ١٠) وقد صرّح بولس وقال "ويل لي، إن كنت لا أبشّر" ( ١كو٩: ٦). ان الرب ليس مديون لأحد، وهو غير ملزم أن يجيب عن تساؤلات الانسان، ولا حاجة أن يفهم الانسان لكي يؤمن، بل الانسان ينفع نفسه اذا آمن. ويكتب الرسول بولس قائلاً : " لكي لا ينتفخ أحد لاجل الواحد على الاخر.. لانه مَن يميّزك؟، وأيّ شيء لك لم تأخذه؟ وان كنت قد اخذت، فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟. انّكم قد استغنيتم. فسأعرف ليس كلام الذين انتفخوا بل قوتهم" (١ كو ٤: ٦).
لقد اعطى الرب بنعمته قبل اكثر من مئة وخمسين عاماً تقريباً ضوءاً على كلمته الحيّة الفعّالة، فأعلن الكثير من أفكاره للمؤمنين. اذا كان الرب هو الذي أعلن، فما فضل الذي أخذ؟، ولماذا يفتخر بهبات الله كأنّها منه هو وكأنه لم يأخذ؟!....
لكن نعترف بانكسار اننا انتفخنا وافتخرنا كأننا شيء واننا افضل من الآخرين وان الرب لا يستخدم الا إيّانا، فامتلأنا بالتفكير بأمانتنا نحن، وباعلانات أعلنها الرب، فاستغنينا وشعرنا بأننا أغنياء بالتعليم والمعرفة وكأننا لا نحتاج الى الرب ايضاً!... لكن الرب يريد أن يرى لا كلامنا وادّعاءاتنا بل قوتنا، ولا يريد ان نقترب اليه بشفاهنا فقط وقلبنا مبتعد بعيداً عنه... لقد ملأ برنا الذاتي وانجازاتنا قلوبنا بالكبرياء الروحي والاعتداد بالنفس، فأصبح أحدنا لا يصلّي بالروح ولا يسكب قلبه امام الرب ولا يحيا عمليّاً، ومع ذلك يشعر نفسه مبرّراً، لا يحتاج شيء... ان للرب خصومة معنا (ميخا ٦: ٢)...
الا نرى الجفاف في حياتنا وفي عائلاتنا وفي اجتماعاتنا؟! الا نرى الجوع الروحي وانعدام الفرح والبنيان والتعزية؟، أَ لمْ نُهمل خلاص النفوس الهالكة، والمجرّحين والمطرودين ومنكسري القلوب؟، كبرياؤنا نزع عنا هويتنا كمقدسين للرب، فانشغلنا بذواتنا وعظّمنا انفسنا، فأُطفىء الروح وسطنا وحزِنَ وزالَ تأييد الرب لنا..
ان للرب معاملات معنا لتكسيرنا وتحطيم تشامخنا، سنجتاز – افراداً وعائلات وجماعات- ما اجتازه ايوب، لاننا كما كان ايوب أبرار في عيون انفسنا، لا نرى ذنب في انفسنا، نفتخر بالحق الكنابي كأنه مُلكاً لنا، ونفتخر بما عمله الافاضل والاتقياء قبلنا، أما نحن، فلا نعرف عملياً عن محبة الرب ونعمته شيئاً، الله لا يُشمخ عليه، فإن ما نزرعه، إيّاه نحصد ايضاً...
"اذا تواضع شعبي، وصلوا وطلبوا وجهي" ٢ أخ ٧: ١٤). لنعترف أن يد الرب علينا، فقد كسّرتنا ولم يبْقَ شيءٌ، أكل الجراد كل أخضر، فيبست البهجة من حياتنا. لنرجع الى الرب، هو ضربنا وهو يشفينا. لنمزّق قلوبنا، ولنَدْعُ الى تذلّل وانكسار، حتى يرقّ قلب الرب نحونا، فيرفع يده عنّا ونلمس حضوره ويعوّض لنا عن كل شيء ويفيض بتعزياته علينا (يوئيل ٢: ٣). يعود الرب فيرحمنا ويُحيينا، فنفرح به، وذلك عندما نرفض ذواتنا كأيوب ونضع رؤوسنا في التراب والرماد، ونعترف اننا نطقنا بما لم نفهم.. لنثق ولا نيأس، أن الرب المحب يريدنا مكرّسين واقوياء، وله قصد بما يحدث، ويؤكّد لنا " مِن عندي هذا الأمر" ( ١ مل ١٢: ٢٤)، ولا مخرج الا بالانسحاق والاقتناع اننا أصلاً عبيد بطّالون ولا فضل لنا بل هو يستخدمنا بنعمته (متى ٢٠).
"أذلّك وأجاعك وأطعمك المنّ لكي يعلّمك انّه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب" (تث٨: ٣)
"القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره"( مز ٥١: ١٧).


خِتام الأمر وخلاصته

في نهاية السِّفر، اندهش أيوب عندما عرف وأدرك جيداً أن الله يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر (اي ٤٢: ٢)، عرف أن الله يستطيع ان يعيد الوعاء بعد ان تحطّم ليس فقط الى ما كان عليه قبلاً بل الى حالة أفضل وأسمى وأعمق. وان الله يقدر أن يجمع القِطَع المتبعثرة من جديد ويصنع منها انساناً جديداً حسب صورة خالقه. لم تعُد العلاقة بين ايوب والله سطحية بل مَتينة وعميقة وذات معنى. استطاع ايوب ان يعكس صفات الله للآخرين من حوله. ظنّ العدو انه حطّم ايوب، لكن الله حوّل شر ابليس الى بركة وخير. ظنّ ايوب انه انتهى وقُضيَ عليه، فحنَّ الى الماضي، لكن الرب أقنعه أن ما ظنّه ايوب نهاية، هو بداية وقيامة، وعلِمَ ايوب منذ آلاف السنين ما كشفه الرسول بولس ان انساننا الخارج يفنى اما الداخل فيتجدّد يوماً فيوماً (٢ كو ٤: ١٦).